مدينتي هكذا انسدل الشعاع ولم يبق إلا الزيف في قلب يائس النفاق ليبوح صامتاً دامعاً متأثر كأنّه ينام علي حصباء الجمر هكذا يرى مدينته بعيده وهي بالخطى قريبه هكذا لا يبقى إلا الزيف فيكِ مدينتي دمّركِ أهل الأخدود وبنوا فيكِ السدود ولوثوا هواءكِ العليل ومزقوا ثوبكِ الجديد وأحرقوا أخضركِ السعيد يافجرُ لحُ ببريقكَ ياحبات الصبر املىء قلوب الناس واخسأ أيها الوسواس أيها القلب الصامت الدامع المتأثر ارفع هامتك واقرأ صحيفتكَ وانشر أسراركَ واكتب أشعاركَ وصافح محبيكَ واشرب من نيلكَ وانظر لمدينتكَ واغزل ثياب الحبِ وابذر زهور الودّ ِ وانثر حبات الصبر ِ وجفف دموع الحزن وأوثق يدا الخناس الذي سكن قلوب الناس واحرقهُ بنار ٍ وُصبّ عليه من النحاس ليموت قبل أن يترعرع ويدمّر الأخلاص وإملأ الكأس بلحن الاحساس وإملأ قلبك بنسيم الفجر الفياح وحضن مدينتك بذراعيك ولا تيأس ولا تقطف الصبّار ولا تجلس في لفحِ الشمس ِ ولا النار ولا تحمل في قلبك حصباء الجمر ولا تعجل نحن لسنا مستعجلون تريث حتى تقرأ خريطة الصبر لتعرف دروب مدينتك المهجوره التي هجرتها طيور الحب وماتت فيها القلوب وأصبحت كالمقابر وأصبحت غارقة بأنهار الحزن والدموع وانطفأت فيها الأنور والشموع وأصبح أهلها علي موائد الغرباء يامدينتي القلبُ صامتٌ دامعٌ متأثر متى؟ البريق لكِ يعود وتكفيّ حزناً ودموع وتضيء دروبكِ بالشموع واولدُ من جديد وألبسُ الجديد وتعودُ لكِ روحكِ لمضيئه وتُصّف دروبكِ بالأزهار وتورقُ علي نواصيكِ الأشجار وتسكنكِ الملائكة وأقول لكِ عُدنا لكِ من جديد أحبكِ أحبك ياحُلمي القديم والجديد هلموا أيها الغرباء بدأ الشعاع يلوح وبدأ المصلحون يقولون ويتحدثون وبدأ الغلاء يزول وبدأت النوافذُ تُفتح وبدأ الظلام يرحل وبدأت الفئران للجحور وبدأ فجراً جديداً يشرق واظل ادافع عنك مدينتي أيها القلب المحزون وبالآهات مخزون أعطني الثقة لأ بث فيك الأمل لتهجري مدينتي الصمت والتأثر لتُرسم علي حوائطكِ يمامة الحب ويموت الشيطان ولنقبّل الجدران وندوس بأحذيتنا علي الجرزان ونعدم علي بابكِ الكوسة وأهل المزمار لا إنحناء بعد اليوم لأهل القنطار مدينتي سيموت النفاق قبل أن ندخلك وسينكشف الستار عن الشعاع ليضيء دُروبكِ ونواصيكِ ويعودُ طيركِ المهاجر ويقوى جناحه ليطير فيكِ بحريتهِ ويتكلم مدينتي بدأ الفجر بنوره يلوح فأبشري فإنا قادمون