تابع ملايين من مشاهدي قناة تونس سبعة الفضائية في إحدى حلقات برنامج «عندي ما نقلك» قصة الشاب الفرنسي من أم تونسية المدعو» فابيان» الذي جاء إلى تونس بحثا عن والدته التي لم يعرفها منذ 23 عاما. وقد تمكن فريق البرنامج وبعد سلسلة من التحريات الدقيقة من تحقيق حلم اللقاء بوالدته التي تبين أنها تقطن بنفس المدينة انتيبس جنوبفرنسا التي تربّى فيها في أحضان عائلته بالتبنّي.
هكذا أصبحت علاقتي بوالدتي اليوم وبالعودة إلى تفاصيل القصة المؤثرة التي أبكت الملايين فقد التجأ الشاب وأمله ضئيل وعبر مدرب تونسي في كرة السلة إلى البرنامج بغية البحث عن والدته التي تخلت عنه منذ 23 عاما في ملجأ للأيتام وبمعلومات قليلة وبعد تحريات حثيثة قام بها فريق البرنامج في تونسوفرنسا تمّ التوصل إلى مكان والدته التي استضافها البرنامج وكانت في انتظارها مفاجأة كبرى. وفي لقاء مؤثر جدا ارتبكت الأم وأجهشت بالبكاء لان الأمر متعلق بذكرى ماض أليم حاولت نسيانه وجعلت منه سر حياتها الذي لم تبح به لأي شخص كان وقد نجح فريق البرنامج في طمأنتها بأن يظل الأمر سرا بإخفاء ملامحها وتغيير صوتها. وقد روى الشاب انه نشأ في وسط مستقر هيأ له فيه والداه بالتبني كافة أسباب النجاح والتألق وربياه أحسن تربية وفعلا لمع نجمه في ميدان كرة السلة وأصبح لاعبا مشهورا كما صارحاه بحقيقة أصله ليكتشف مبكرا أن والدته تونسية الأصل وقد تركته لظروف قاهرة بدار للأيتام. هذه الحقيقة لم تؤثر سلبا على حياة «فابيان» بل كانت له خير حافز لبناء شخصيته ولتحقيق النجاح إذ عمل بكل ما أوتي من جهد للبحث عن والدته التي أكد لها على المباشر وخلال الحصة انه لم يحقد عليها يوما وانه «يحيي فيها شجاعتها بحمله مدة تسعة اشهر دون التفكير في الإجهاض وعلى غرار ما يحدث في المجتمع الفرنسي كما أبدى لها تفهمه بالظروف التي دفعتها لتركه بملجأ الأيتام». وأمام هول المفاجأة لم تجد الأم الكلمات المناسبة للتعبير عما يخالجها بل بدت حائرة وحلّت دموعها محل الكلام وبعبارات متعثرة تحدثت مع ابنها مؤكدة أنها تعذبت طوال سنوات غيابه بمفردها وتحمّلت نيران فراقه مجبرة كما أبدت مخاوفها من إمكانية انكشاف سرها لعائلتها. ونظرا لحساسية الموقف الذي قد يغيّر حياة الأم بنحو سيء ومتابعة للقصة المحزنة التي أبكت المشاهدين اتصلنا بصاحب القصة وهو لاعب كرة سلة شهير بفريق موناكو الفرنسي حيث أكد لنا هذا الأخير سعادته القصوى بالمفاجأة السارة التي باغتته بها أسرة برنامج «عندي ما نقلك» مؤكدا أن علاقته بوالدته أضحت على أحسن وجه ودون حصول مضاعفات جانبية على حياتها على اعتبار أنها متزوجة وأم لأبناء. وحول أبيه قال أنه لا يعرفه ولا يريد الحديث في هذا الموضوع وختم بالقول أنه قام بإجراءات الحصول على الجنسية وسيحصل عليها قريبا. ويذكر أن فابيان طمأن والدته الخائفة من إمكانية انكشاف أمرها وأكد لها انه ينوي الانضمام للمنتخب الوطني التونسي وان الأمر مرهون بمدى اعترافها بأمومته وفعلا أكد لنا فابيان في اتصالنا به أنه «سينضم لتشكيلة المنتخب في الدورة القادمة وان قراره يعود فيه الفضل لوالدته التي حبته بعطفها وحنانها بعد غياب طويل. وينهي فابيان كلامه عن قصته المؤثرة آملا أن «تساهم الحصة التلفزية في تغيير العقليات السائدة في المجتمع التونسي والتي تسيء للأمهات العازبات وتحاكمهن دون الخوض في حقيقة الأمر».