هل "يتبرّع" صخر الماطري إلى تونس بشيء من الإعلام الحر؟
تونس – الحوار نت - بعد تحصين موقعه المالي والسياسي المحصّن أصلا، حوّل السيد صخر الماطري وجهته لتحصين موقعه الإعلامي.
لم يكن بحث الرجل عن السند والعمق الإعلامي بالطرق التقليدية التي عرف بها غيره من رجال السياسة حيث يسعون إلى إيجاد جيوب داخل منابر تقوم بتسويقهم إعلاميا، إنّما اتجه صخر مباشرة لأعرق وسيلة إعلاميّة مكتوبة في تونس واشترى أسهمها، لتنضمّ بذلك - جريدة الصباح- كما إذاعة الزيتونة إلى الإمبراطورية المالية التي تخضع لسيطرة أحد أصغر نواب البرلمان التونسي وصهر رئيس الدولة.
يبدو أنّ هذا الشاب الذي ما فتئ طموحه السياسي في تصاعد قد اكتشف منذ تسلمه مجموعة الصباح أنّ الجريدة تتجه نحو الموات إذا ما واصلت ضخّ موادها بالأسلوب القديم الرّث، خاصة وأنّ الساحة اكتسحتها المواقع المتحركة المتجدّدة عبر الشبكة العنكبوتيّة، كما أنّ أخبارنا الوطنية أصبحت تعجّ بها الكثير من المنابر الإقليمية والعالمية.
ولأنّ الساحة السياسيّة والإعلاميّة في تونس مزاجيّة يصعب تطويعها للتقييم العلمي والمقاربات الجادّة إلا أنّه وفي إطار التقدير وليس التقرير، وبحكم نوعية الوجوه والأقلام المتقاطرة على جريدة الصباح هذه الأيام، بإمكاننا القول أنّ بعض الأسماء التي ظهرت كتاباتها على صفحات الجريدة المعنيّة توحي بتوجه معيّن.. لا نعرف طبيعته، ولا ماهيته، ولا الحيّز المخصّص له.
في أعداد الصباح الأخيرة، وبالتحديد منذ خروجها في ثوبها الجديد.. أطلت علينا عدّة وجوه لا يمكن أن تخفى الإثارة بالنظر لنوعية كتاباتها وكذا بالنظر إلى سياسة الجريدة عبر تاريخها.
لن يكون أبدا استدعاء شخصية فكرية سياسية مثل الجزائري الأستاذ محي الدين عميمور ليشارك بقلمه من على منابر الصباح بالأمر المستغرب في ظاهره.. لكن المتابع للرجل سيستنتج الكثير بداية من نوعية كتاباته، والمناصب التي تقلّب فيها مع هواري بومدين ورابح بيطاط والشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة.. وليس انتهاء بتكوينه الأدبي والسياسي وحتى العسكري حيث سبق وانخرط في صفوف جيش التحرير الوطني، عميمور الذي طغت شخصية الأديب لديه على شخصية السياسي، ورغم أنّه الوزير والدبلوماسي وسليل جبهة التحرير الوطني، فقد تميّز بكتابات توافقية إلى حدّ كبير في العشرية السوداء، وكان لقلمه وقعه الإيجابي رغم اختلاف الكثيرين معه،... وبحكم المخزون الأدبي الذي هشّ ودحر بداخله اللغة السياسية المتخشّبة كان من المساهمين بقوة في سياسة المصالحة الوطنية.
أمّا الوجه الثاني الذي استضافته صفحات الجريدة المذكورة - بدون سابق إنذار - هو الشاعر والأديب المتميز "بحري العرفاوي"، صحيح أنّ هذا الاسم لم يكن من المغالبين الكبار، ولم يكن شغوفا بتتبع عورات النظام، إنّما يحسب له أنّ المحاولات الكثيرة المتباعدة منها والمتقاربة فشلت في احتوائه وتوظيفه، إضافة إلى صبره على العطش والجفاف ورفضه أن يشرب من ماء يحرسه الجابي وضريبته معلومة.
الأمر كذلك يتعلق بالباحث السينمائي خميس الخياطي الذي تميّزت علاقته في المرحلة الأخيرة مع بعض دوائر السلطة بالتوتر، وقد انعكس ذلك في كتاباته الأخيرة التي ضمنها كثير من النقد اللاذع وجهه خاصة للمسئولين على الإعلام، وعلى رأسهم التلفزة التونسية التي نالت نصيب الأسد من ركلات حبره.
ثم هذا الظهور للكاتب الأردني صاحب اللمسات الخاصة محمد هديب وغيره من الكتّاب.. ومن المقالات التي توحي في جرعتها الأولى أنّ هناك رغبة أو ملامح رغبة في الدفع نحو الأفضل وفي محاولة لتجميع الرأي والرأي الآخر فوق صفحات الصباح وإن كان بقدر وبجرعات محسوبة ومنتقاة بعناية، وهذا لا يهم.. المهم هو أن نخرج من مرحلة التحنيط التي أسن فيها الإعلام الوطني حتى فاحت رائحته عبر العالم!.
مصدر الخبر : الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=3694&t=هل "يتبرع" صخر الماطري إلى تونس بشيء من الإعلام الحر؟&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"