نداء عاجل إلى الرأي العام في تونس والعالم * تونس في 19 جانفي – يناير 2010 ------------------------------------------------------------------------ تواصل السلطات التونسية مسلسل تحرحاشتها بي ، ففي مساء 28 أكتوبر – تشرين الأول 2009 وإثر إستضافة قناة "بي .بي.سي" لي عبر الهاتف ، إختطفني عدد من أعوان البوليس السياسي بالزي المدني من أمام بيتي حين نزلت لتوّي من سيارة أجرة ("تاكسي") وبالغوا في ضربي قبل إصعادي بالقوة في سيارة وإغماض عينيّ ومواصلة ضربي حيث تمّ نقلي إلى مكان قصيّ مظلم بحديقة "البلفدير" بالعاصمة وهناك إنتزع عدد كبير من الأعوان أدباشي إلا ملابسي الداخلية وجردوني تحت وابل وحشي من الركل و اللطم واللكم من كل وثائقي الشخصية بما في ذلك بطاقة هويتي وكذلك أموالي ، قبل تركي شبه عارٍ هناك ومصابا إصابات بليغة جدا إستوجبت خضوعي للعلاج والراحة مدة 14 يوما . و منذ التاسع والعشرين من أكتوبر – تشرين الأول 2009 ، تُباشر الأجهزة الأمنية رقابة دائمة على بيتي من خلال سيارتيْن على الأقل واحدة من نوع "سكسو" تحت رقم 77 تونس 934 والثانية من فئة "سي 15" بيضاء اللون تحت رقم 94 تونس 7077 ، فيما لم يقع فتح تحقيق إلى الآن في الشكاية العاجلة التي تقدم محامييّ بها للقضاء بشأن الإعتداء الخطير عليّ بالخطف والضرب المبرح يوم 28 أكتوبر – تشرين الأول الماضي . وبلغ الأمر إلى حد محاصرة كل المنافذ المؤدية إلى بيتي بإعداد كبيرة من البوليس يوميْ 7 و8 نوفمبر – تشرين الثاني 2009 ومنع الزيارات عنّي . وفي مساء 31 ديسمبر – كانون الأول 2009 ، لم يكتفِ البوليس السياسي بالمراقبة بل ركض خلفي عدد من أصحاب العضلات المفتولة حين نزلت من سيارة أجرة أمام بيتي وحاولوا الإمساك بي لولا دخولي البيت ، كما لاحظت قطع المكالمات الواردة على هاتفي من الخارج منذ أسابيع. أمّا ما جرى اليوم الثلاثاء 19 جانفي – يناير 2010 ، فهو تكثيف عدد الأعوان المراقبين لي ولبيتي ، وقد تابعني أحدهم على متن دراجة نارية حين كنت في الطريق لمقابلة مع صديق ديبلوماسي وحين عودتي ، فيما إنتهز عونان غيابي عن البيت لإقتحام حديقة منزلي وترويع زوجتي بدعوى البحث عن إمرأة مجهولة . إنّني الصحفي المستقل سليم بوخذير :
- أعبّر عن بالغ إستنكاري لتواصل الحصار الذي تضربه السلطات على بيتي وتحركاتي ونيلها المتواصل من حرمتي كمواطن وكصحفي ، وأعتبره محاولة مواصلة بهدف معاقبتي على تمسكي بإستقلاليتي كصحفي ولاسيما كمراسل لمنظمة "مراسلون بلا حدود" . - أحمّل الحكومة مسؤولية أي أذى يلحقني أو يلحق عائلتي . - أوجه هذا النداء العاجل إلى المنظمات الحقوقية التونسية والدولية إلى خوض كل الوسائل السليمية الإعلامية والنضالية للتصدّي لهذا المساس الأرعن المتواصل من الحكومة بحقوقي وتهديدها لحياتي وأمني أنا وعائلتي . * الإمضاء : الصحفي التونسي المستقل سليم بوخذير