موسكو - في محاولة لتقديم السيرة النبوية بلغة روسية سلسة وأسلوب شيق، أصدر مركز النشر العلمي "لادومير" بموسكو كتاب "سيرة النبي محمد" صلى الله عليه وسلم بقلم الباحثين د.ناتاليا يفريموفا، ود.توفيق إبراهيم سلوم. وفي تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت" الأربعاء 20-1-2010، قال يوري ميخايلوف مدير مركز "لادومير": "لقد حرص المؤلفان على تقديم الكتاب في ثوب جديد يحمل في طياته المعلومة المستقاة من مصادر السيرة المعتبرة، مع إضافات تضع القارئ في أجواء الحدث من حيث المعلومة والصورة". وأشار إلى أن "كل كتب السير التي ترجمت من قبل (للروسية) لم تستطع أن تضيء أمام القارئ الروسي شخصية الرسول العظيمة، كما نأمل أن يقوم بها هذا الكتاب". وترجمت العديد من كتب السير إلى اللغة الروسية كالرحيق المختوم للمباركفوري، وسيرة ابن هشام. وأوضح الناشر أن "فريق العمل بذل جهودا كبيرة تواصلت أكثر من 15 سنة، جمع خلالها عشرات الروايات من مختلف المصادر العربية، واستعمل سيرة ابن إسحاق وابن هشام كمرجعين رئيسيين، مع إضافات كثيرة من المصادر الإسلامية الأخرى"، مشيرا إلى الأسلوب السهل والمبسط للكتاب الذي صدر مؤخرا والذي يعين غير المسلمين على الفهم. وإضافة إلى اعتماد المؤلفين على ما ورد في الآيات القرآنية وفي كتب الحديث المعتمدة مثل البخاري، ومسلم، وأبي داود، والنسائي، والترمذي، وغيرها، اعتمدا أيضا على ما ورد في كتب المغازي والسير مثل: أعمال حبان بن عثمان، وشرحبيل بن سعيد، والزهري، وابن عقبة، وابن إسحاق. وحرص المؤلفان على توضيح مصدر المعلومة والأحاديث للقارئ، وترتيبها ترتيبا منطقيا وجيدا بحيث يسهل على القارئ الحصول على المعلومة كاملة دون عناء؛ وهو ما يعتبر إضافة مهمة للقارئ المسلم أو غير المسلم. ورأى ميخايلوف أن أهمية الكتاب تنبثق من أنه "أعد على أساس علمي رصين، ويعتمد على الوقائع التاريخية"، وفي الوقت نفسه "يتضمن معلومات حول العقيدة الإسلامية والعبادة، وإعطاء الأحكام عن هذا الحدث أو ذاك انطلاقا من أحكام المذاهب السنية الرئيسية (الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية)، وكذلك المذهب الشيعي (الجعفري)"، متوقعا أن "يسد فراغا كبيرا في المكتبة الروسية عن الإسلام". محتويات الكتاب ويتكون الكتاب من جزأين الأول منهما يتناول سيرة خاتم الأنبياء منذ مولده وحتى نزول الوحي ونشر الدعوة في مكةالمكرمة، فيما يتناول الجزء الثاني حياة النبي صلى الله عليه وسلم بداية من الهجرة وحتى الوفاة. ويضم الجزء الثاني أكثر من 300 صورة لها علاقة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، ومعلومات وصورا كثيرة عن تاريخ جزيرة العرب، والأماكن التي لها خصوصية في السيرة كغار حراء، وحاجيات النبي الشخصية الموجودة في المتاحف الإسلامية. واشتمل الكتاب أيضا على مجموعة كبيرة من الرسوم المتعلقة بأماكن تواجد القبائل، وطرق القوافل، وأماكن المعارك، وغيرها، فقد تم تخصيص جزء منه كمعجم للعديد من الكلمات والجمل العربية التي يكثر استعمالها في كتب السيرة والحديث وغيرها. وإضافة لما سبق فقد تم إرفاق الكتاب بقرص مدمج (سي دي) يحتوي على مجموعة من الأفلام المتعلقة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ وهو ما يمكن القارئ والمشاهد من التحليق في عالم الأماكن المقدسة وما يتعلق بها من أحداث تاريخية. والكتاب هو الجزء الثاني من ثلاثية بعنوان: "التأريخ للإسلام".. صدر الجزء الأول منها في عام 1996 بعنوان: "قصص الأنبياء من آدم إلى عيسى"، والذي يحمل مضمون الكتاب، بحسب موقع "روسيا اليوم". ويسعى ناشرو الكتاب إلى إيصاله إلى القراء المسلمين وغير المسلمين، في جمهوريات ومناطق ناطقة باللغة الروسية تصل أعدادهم إجمالا إلى 278 مليون شخص، يعيش منهم في روسيا ما لا يقل عن 140 مليونا. الإدارات الدينية تبارك ورغم أن روسيا شهدت خلال السنوات الأخيرة منع عدد كبير من الكتب الإسلامية؛ بدعوى احتوائها على دعوات للتطرف، فقد حظي هذا الكتاب بدعم مباشر وصريح من الإدارات الدينية الإسلامية الرسمية هناك. وشارك في مادة الكتاب أحد أهم المعاهد التعليمية الكبرى في روسيا، وهو معهد الاستشراق بموسكو، حيث يعمل المؤلفان؛ الأمر الذي سيجعله مرجعا هاما للمستشرقين والمهتمين بالشئون العربية والإسلامية في المعهد، بحسب مراسل "إسلام أون لاين.نت". ويعتبر الإسلام الديانة الثانية في روسيا التي يعيش فيها نحو 20 مليون مسلم، يمثلون 15% من سكانها البالغ عددهم 142 مليون نسمة.
