تقرير: جون تايلور- إذاعة هولندا العالمية/ "خيرت فيلدرز عنصري". كانت هذه كلمات السياسي الهولندي المعارض، والذي يحظى باحترام في الأوساط السياسية والإعلامية، الكسندر بيختولد، زعيم حزب ديمقراطيي 66، وهو حزب يوصف بأنه "ليبرالي يساري". ولم يسبق أن تجرأ معارضو فيلدرز السياسيون على استخدام هذه اللغة المباشرة والحادة تجاهه. وجاءت كلمات بيختولد هذه نعليقاً على آخر التصريحات المثيرة التي أطلقها السياسي اليميني المعادي للإسلام وللمهاجرين، الأربعاء. حيث دعا فيلدرز، اثناء مناقشة الميزانية الحكومية للعام القادم، إلى فرض ضريبة على ارتداء الحجاب. ضريبة الحجاب أي امرأة مسلمة تريد أن ترتدي غطاء الراس (الحجاب) عليها أن تحصل أولاً على تصريح رسمي، حسب اقتراح فيلدرز. وعليها أن تدفع مبلغ 1000 يورو سنوياً مقابل ذلك. المبالغ المستحصلة من "ضريبة الحجاب" يمكن أن تذهب لتمويل برامج تمكين المرأة وحمايتها: "لقد مللنا من الحجاب إلى حدّ القرف. وسوف نفعل كل ما بوسعنا للتقليل من ارتدائه. لقد سبق أن قدمنا مشروع قانون لحظر النقاب، واقتراحنا الحالي يخص الحجاب، الذي ببساطة يعد تشويهاً لمنظر الشارع الهولندي. شكله غير مقبول، ولكن الأهم أنه رمز لاضطهاد المرأة. علينا أن نقف بوجه ذلك."
الحجاب المسيحي جاءت ردود الفعل من قبل الأعضاء الآخرين في مجلس النواب متسمة بالاستغراب وعدم التصديق. واحداً بعد الآخر سألوا فيلدرز ما إذا كان جاداً في كلامه. وهل ستشمل الضريبة التي اقترحها الأنواع الأخرى من أغطية الرأس؟ وماذا عن النساء المسيحيات المتشددات دينياً، واللاتي يرتدين أغطية للرأس تشبه إلى حد كبير الحجاب الإسلامي؟ في رده على ذلك قال فيلدرز إنه كان يفضّل منع غطاء الرأس، لكن تبين أن هذا المنع غير ممكن قانونياً. لذلك فهو يريد أن يفرض ضريبة على الحجاب الإسلامي فقط، وليس المسيحي. لكنه لم يوضح كيف سيميز رجال الشرطة الذين سيطبقون هذا القانون بين الحجاب الإسلامي وغيره. رفض وزير الاندماج، ابيرهارد فان دير لان المقترح قائلا: "أعتبر هذا المقترح مقترحا هستيريا. لقد بُنيت هولندا على الحرية الدينية، وحرية التعبير. إنه مقترح سخيف، وهو يهين هؤلاء اللواتي يرتدين الحجاب".
صراحة أفوى ردة فعل جاءت من الزعيم المعارض ألكسندر بيختولد. الذي وصف المقترح بأنه خارج عن أي سياق قائلا: "عندما يكون على كل شخص أن يفكر بما يرتدي من ملابس وبما يدفع عليها من ضرائب.. فهذه هي صورة المجتمع الناتجة عن عقد رهاب الأجانب، والعنصرية." وحين سُئل بيختولد: هل تصف السيد فيلدرز بالعنصري؟ أجاب: "نعم إنه عنصري. نعم يمكنني أن أكون صريحاً إلى هذه الدرجة." أعضاء البرلمان الآخرون لا يذهبون إلى هذا الحد. "أعتقد انه معاد للإسلام، وهذا الوصف هو الأكثر دقة". هذا ما يقوله ييرون دايسيلبلوم من حزب العمل الحاكم. "في كل الأحوال هو يتبنى سياسات تميز بين المسلمين وغير المسلمين. يمكنك أن تصف ذلك بالعنصرية". هذا ما يقوله هاري فان بومل من الحزب الاشتراكي. أما باول دي كروم من الحزب الليبرالي المحافظ في في دي فيقول "لا أود أن استخدم هذه الكلمات الكبيرة على الإطلاق. هذا المقترح الذي ستفرض من خلاله ضريبة على من ترتدي الحجاب، أعتقد أنه دون ريب سخيف". اتصلت إذاعة هولندا بالسيد فيلدرز لسماع رده على وصفه بالعنصري من قبل النائب بيختولد، لكنه رفض التعليق مبررً ذلك بزحمة العمل. لكن الناب بريكمان، العضو في حزب الحرية الذي يتزعمه فيلدرز، أجاب على سؤالنا بالقول إن "خيرت فيلدرز ليس عنصرياً. إنه يهدف من وراء هذا الاقتراح إلى حماية المرأة المسلمة."
نجاح انتخابي كسب السيد فيلدرز سمعة بسبب تصريحاته الصادمة خلال المناقشات العامة. منذ عامين، دعا إلى حظر كتاب المسلمين المقدس "القرآن". وفي العام الماضي، حذر من أن المسلمين يستعمرون هولندا. هذا السلوك الغريب حقق نجاحا انتخابيا. فقد أصبح حزب الحرية ثاني أكبر حزب في انتخابات البرلمان الأوروبي في الصيف الماضي. في الأشهر الستة الأخيرة، وضعت استطلاعات الرأي العام حزب الحرية في المرتبة الأولى أو الثانية، كأكبر حزب له شعبية في البلاد. ومع اقتراحه الأخير حول ضريبة مرتديات الحجاب، نجح فيلدرز مرة أخرى في الاحتفاظ بمسافة عن التيارات السياسية الرئيسية في البلاد. ولكن ألم يذهب بعيدا هذه المرة، حتى بالنسبة لمؤيديه؟ استطلاعات الرأي تحاول على عجل معرفة ذلك.