بسم الله الرحمان الرحيم بمناسبة مرور 19 سنة على إعتقال الشيخ الدكتور الصادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة فيفري 1991 و التي تتزامن اليوم مع ذكرى ميلاده الثانية و الستين نظمت جمعية الزيتونة بسويسراليوم 10 / 02 / 2010 إعتصاما أمام السفارة التونسية بسويسرا – بارن – و ذلك للمطالبة بإطلاق سراح الدكتور. في طقس شديدة البرودة و وثلوج كثيفة ازدانت الساحة بالأعلام التونسية و صور الدّكتور شورو واللافتات المطالبة بإطلاق سراحه والمنوّهة بصبره وثباته على المبادئ وانطلقالإعتصام الساعة الواحدة ظهرا حيثافتتح المناضلون تحرّكهم بالنّشيد الوطني الرّسمي في جوّ وطني مؤثرّبعدها أخذ رئيس جمعية الزيتونة المهندس العربي القاسمي الكلمة حيث رحب فيها بالمشاركين في التّحرّكشاكرا إياهم على المجهود الذي بذلوه للتعبير عن الوفاء للشيخ الصادق شورو و للمبادئ التي رسمها بجهاده و صبره على الأذى و تطرّق إلى حالة الإحتقان السياسي التي تعيشها البلاد التونسية منذ بداية سياسة التصفية التي تتعرض لها حركة النهضة و ذكر أن النظام التونسي بسياسته الدكتاتورية و برفضه التعامل الجاد مع أحزاب المعارضة و خاصة مع حركة النهضة قد فوت فرصا ثمينة على بلادنا كانت يمكن أن تجعلنا في مصاف الدول النامية و قد فرض على شعبنا المعيشة النّكدة حيث زج بالشباب في السجون و فرض على النخبة العلمية المعارضة إما الفرار و إما السجونكما تطرّق رئيس الجمعية إلى جرد لما حقّقه النّظام من "مكاسب" جرّاء هذه السياسةالقمعية الإقصائية وهي عبارة عن قائمة طويلة من المظالم وانتهاك الحرمات ودوس للكرامة حتّى أصبح النّظام التّونسي يشار إليه بالبنان إذا ذكرت مسألة حقوق الإنسان في المحافل الدّولية بينما شورو أصبح رمزا سياسيا حقوقيا يعتزّ به ويفخر كلّ تونسي حرّ و ذلك لثباته على القيم والمبادئ وتمسّكه بحقّه في التّعبير والتّنظّم والعيش الحرّ الكريم .
و أكّد على أنّ النّظام أراد لشورو النّسيان في غياهب السّجون فرفع له ذكره في المحافل الدّولية والمنظّمات الحقوقية والبرلمانات والسّاحات الأوروبية ومؤسّسات هيئة الأمم المتّحدة ثم دعا المهندس العربي القاسمي الحاضرين إلى الثبات على طريق الحق حتى تحرير كل المساجين السياسيين في تونس ولم يفته أن يدعو النّظام إلى الكف عن الظّلم لما له من عواقب وخيمة و دعا النّظام وكلّ الأطراف السياسية التونسية إلى كلمة سواء تخدم مصلحة تونس وشعبها وترتقي فوق المصالح الحزبية الضّيقة.
واختتم رئيس الجمعية كلمته بخواطر خطّها على إثر اتّصاله بزوجة الدّكتور شورو الأخت الفاضلة آمنة شورو لإعلامها باحتفال الزّيتونة بعيد ميلاد الدّكتور فتأثّرت كثيرا وحيّت كلّ المشاركين والمشاركات في هذا التّجمّع وممّا جاء في هذه الخواطر في ذكرى ميلادك تطلع في السّاحات تعلّمنا نحن الأحرار كيف نعيش ونكبر كيف نمشي فوق الجرح بلا آه و نرغم أنف الطّاغوت بالصّبر وتعلّمنا ... وتعلّمنا فنعمّا درس الحرّ للحرّ!! في ذكرى ميلادك يا صادق نهديك المقَلَ نهديك سويداء القلب نمدّ أيادينا نعاهدك أنّا ماضون على الدّرب لا الظّالم لا الدّهريوقفنا فتمطّط من سجنك وتمدّد هات يمناك نبايعك وليشهد بيعتنا من يشهد للّه درّك يا صادق يا ليت من صدقك صدقي للّه درّك ياصابر يا ليت من صبرك صبري.
بعدها أنشد منشد فرقة الزيتونة الأخ بوكثير بن عمر بصوته الرّخم عدّة أناشيد ملتزمة من بينها أنشودة " صامد يا شورو " و الجمع الحاضر يردد وراءه"ًصامد صامد " و كان الشارع يهتز على صوت " صامد يا شورو صامد" . و على إثر هذه القصيدة المؤثرة للغاية , أخذ الكلمة مسؤول المكتب الحقوقي لجمعية الزيتونة الأستاذ بلقاسم الهمامي فذكر بقصة الصمود التي صاحبت الدكتور الصادق شورو منذ توليه رئاسة الحركة سنة 1988 حيث كانت الظروف الداخلية للحركة تموج بالحراك السياسي في بداية عهد التغيير و إنتخابات 1989 التشريعية إلى أن ألقي عليه القبض في فيفري 1991 أين بدأت قصة جديدة و مرحلة ثانية من الصمود , فقد احتجزته وزارة الداخلية التونسية في إحدى الزنزانات السرية لمدة أشهر ذاق فيها الدكتور أصنافا شتى من التعذيب الجسدي . وعلى إثر المحاكمة العسكرية ببوشوشة في 28 أوت 1992 حكم عليه مدى الحياة , و بهذا الحكم بدأ الدكتور أطول مرحلة صمود لم يشهدها سجينقبله في تونس حتى زمن الإستعمار الفرنسي للبلاد التونسية , حيث قضى الدكتور 13 سنة سجنا انفراديا في زنزانة لا تتعدى مساحتها 6 متر مربع و ذلك في جميع السجون التي زارها من أقصى الجنوب حيث سجن حربوب في الصحراء التونسية إلى أقصى الشمال في سجن الناظور ببنزرت , و بعد مرور 18 سنة سجنا أطلق سراح الدكتور الصادق ليمكث خارج السّجن أقلّ من شهر قبل أن يعيد النّظام اعتقاله ظلما وعدوانا بتهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها و هي تهمة لا تستقيم لا عقلا و لا قانونا ولا واقعا - كما قال الدكتور أثناء محاكمته الثانية يوم 13 / 12 / 2008 - و أما عن السبب الحقيقي لإعادة إعتقاله فقد صرح الدكتور لموقع اسلام اون لاين ( فهو عدم انصياعي لتهديدات وجهها لي احد ضباط الاستعلامات بوزارة الداخلية حيث طلب مني إلغاء حفل العشاء في منزلي لشكر المحامين و كل من وقف مع الإسلاميين في محنتهم حيث قال حرفيا "إما ان تصمت و إما ان تعود للسجن" فرد عليه الدكتور الصادق شورو لن اصمت و لو عدت للسّجن .
وكانت هتافات الحاضرين و الأناشيد تقطع من حين لآخر على المتدخلين كلماتهم , رافعين شعارات أغلبها باللّغة الفرنسية تطالب بإطلاق سراح الدكتور الصادق شورو. على إثر هذه الكلمة أحضرت الجمعية خبزة مرطبات بطول متر و30 صم و عرض 70 صم وقد رسم عليها علم تونس وشعارا مطالبا بإطلاق سراح الصادق شورو في ذكرى عيد ميلاده:
CHOUROU: UNE VIE SACRIFIEE POUR LA LIBERTE! TU ES UN HOMME LIBRE .
وقع توزيعها على الحاضرين تحت تأكيد رئيس الجمعية : "والله يا إخوتي لن يغلو علينا شيئا نفعله من شأنه أن يدخل الفرحة على قلب الدكتور الصادق و على قلوب ابنائه و بناته"مؤكّدا على أنّ الإحتفال بأعياد الميلاد ليس من عاداتنا ولا عباداتنا ولكنّ المناضل يتحيّن الفرص والمناسبات كبيرها وصغيرها ليغرس غرسه ويقارع خصمه حتّى يمكّن لمبادئه و لا يدّخر وسعا في خدمة بلده وشعبه و قيادته . على إثر هذا الفقرات إختتم الإعتصام بالدعاء للدكتور الصادق شورو و ترديد النشيد الوطني التونسي
_____________________________________________
هوامش: حضر المعتصمون من الكانتونات التالية : بازل BS, زوريخ ZH, أبنسال AP, لوتسرن LU, أرقاوAG , فريبورغ FR , جنيف GE, لوزان VD, نوشاتال NE و بارن BE . أكبر الحضرين سنا هو الشيخ علي بالساسي أصغر الحاضرين يبلغ من العمر 4 أشهر وهي هديل المباركي
القياديان في حركة النهضة : الأخ لزهر مقداد و الشيخ علي بالساسي كان حضور القيادي في حركة النّهضة الأخ الأزهر مقداد مؤثرا للغاية إذ أنه أجرى عملية جراحية و رغم ذلك أسرّ على الحضوررغم شدة البرد و تساقط الثلوج باستمرار طيلة اليوم كان حضور الشرطة مكثفا و كانوا متوترين في البداية و لكن كما شاهدوا الانضباط الرائع الذي كان عليه الإخوة و الأخوات زالت تخوفاتهم و لما قدمت قطعة المرطبات تقدموا نحوها و قرؤوا ما خط عليها و رفضوا أن يتناولوا منها و لكنهم أبدوا إعجابا شديدا بالوفاء للقائد الدكتور الصادق شورو