"قام أحد عناصر الأمن في سجن أبو غريب بتمزيق نسخة من القرآن الكريم أمام المعتقلين وتمزيق صورة أحد المراجع الدينية ما تسبب باتساع رقعة المواجهة حيث استخدمت قوات الشرطة الأسلحة مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى صباح الخميس العشرين من شهر رمضان الجاري الموافق 10\ 9 \ 2009م – هذا ما قالته النائبة العراقية زينب الكناني لوكالة الأنباء الألمانية ونقله موقع محيط الإلكتروني" حدث استدعى لذاكرتي أحداث متشابهة لدرجة التطابق في الفعل والمقصد رغم اختلاف الزمان والمكان والأشخاص لكن المستهدف واحد هو " المصحف الشريف كتاب الله دستور المسلمين" وبصورة هستيرية متعددة منها إطلاق النار عليه أو رسم الصلبان وتمزيقه أو وطئه بالأقدام أو رميه في المرحاض ،الأماكن مختلفة في الموقع الجغرافي لكنها متفقة في النهج الاستبدادي والقهري ، هنا وهناك بداية من مجلس العموم البريطاني بريادة وليم جلادستون مروراً بالعراق والمغرب وليبيا وتونس وجوانتاموا وسوريا أصحاب التاريخ والرصيد الأسود في انتهاك حقوق الإنسان ، وما أحداث معتقل سجن الناظور في بنزرتتونس "نوفمبر 2008 " وسجن صيدنايا السوري - يوليو 2008 - منا ببعيد ، هذا في الوقت الذي أصر فيه عضو الكونجرس الأمريكي كيث إيليسون "الأسود المسلم عن ولاية مينيسوتا ذات الأغلبية البيضاء المسيحية "القسم على المصحف الشريف "نسخة نادرة يمتلكها الرئيس الثالث لأمريكا توماس جيفرسون " لكن حراس أمن النظم العربية أصروا على غير ذلك، أصروا على انتهاك الحريات بسجن الإسلاميين دون سواهم وأصروا على حرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية وهو الاحتفاظ بكتاب الله "القرآن الكريم"بل أصروا على ما هو أبشع بتعمد إهانة المصحف أمام أعينهم !وهذا تكرار لما حدث منذ زمن حين قال أحد قيادات السجن "لو ربكم نزل سأحبسه معكم" وقال الآخر عن نفسه "أنا أسمي أبو جهل لا أحد يقول ربنا والرسول والمصحف أنا لا أعرف إلا التعليمات" وقال ثالث "لي رصيد في الصد عن سبيل الله خمسة عشر عاماً"فمن أين أتوا بهؤلاء الضباط؟ وإلى أي دين ينتمون؟ أم أن دين النظام والملك علا على كل دين؟وبعيداً عن هذه النوعية من الضباط المجرمين في حق أنفسهم ودينهم ، ماذا يقول الرؤساء والملوك والأمراء لربهم والموت أقرب إليهم من عروشهم المستمسكين بها! ماذا يقولوا لربهم وهم مكلفون شرعاً بحراسة الدين! بل ماذا يقولوا لربهم عن أرواح مئات الشهداء والجرحى والسجناء والمعتقلين ؟ وهم أكثر من غيرهم حديثاً عن الحريات والحقوق والكرامة العربية لكن الواقع يشهد بأنهم يتكلمون ويحكم غيرهم! ،يحدث هذا وأكثر !ثم يتساءلون من أين يأتي العنف والإرهاب؟ والغلو والتطرف ؟ يأتي من أفعالهم التي يستفزون بها مشاعر المتدينين ومن ظلمهم الذي يقهرون به إرادة الإصلاحيين ومن فسادهم الذي ينهبون به ثروات المسلمين! سيمر الحدث بصمت عربي رسمي لأن كل بيوت الأنظمة العربية من زجاج ، وبصمت غربي لسببين الأول ، موقف الغرب من الاسلاميين عموماً والثاني ، لإضافة هذا الحدث الإجرامي اللاأخلاقي في الملفات السوداء للأنظمة واستدعائه عند الطلب لتحقيق المزيد من الابتزاز ونهب الثروات ،يبقى الموقف الشعبي العربي والإسلامي بل والإنساني فماذا نحن فاعلون؟! المشوار طويل وصعب لكن الوصول أكيد ، لذا يجب وبكل قلب نقي ونفس سوية وعقل واع وذاكرة حاضرة على الدوام ألا ننسى التاريخ حتى نتعلم دائما كيف تسترد الحقوق؟!