أكد مسئول بمجلس الفيدرالية الروسي أهمية الدور الذي سيلعبه مسلمو بلاده كسفراء تقارب بين موسكو والدول الإسلامية، مشيرا في الوقت نفسه إلى سعي بلاده للاستفادة من الحلول التي قدمها العالم الإسلامي للكثير من المشكلات التي لا تزال طور البحث في روسيا وخاصة المسائل الديموغرافية والقيم التربوية مثل احترام الكبار. وعلى هامش المؤتمر الذي سيعقد في وقت لاحق اليوم الخميس في موسكو تحت عنوان "روسيا والعالم الإسلامي.. شراكة من أجل الاستقرار"، قال النائب الأول لرئيس مجلس الفيدرالية ألكسندر تورشين: إن "دور مسلمي روسيا سيكون فعالا في التقارب بين دولتهم والدول الإسلامية في شتى المجالات الاجتماعية والثقافية والتربوية وغيرها"، معتبرا أن مسألة علمانية الدولة لن تكون عائقا في وجه تحقيق هذا التقارب. وأكد تورشين في تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت" أن "المسلمين في روسيا هم أكثر فئات المجتمع حراكا، وروسيا لديها الكثير مما تتعلمه من العالم الإسلامي.. مثل مسألة التأمين في الإسلام، والعلاقات الاقتصادية الإسلامية". وأضاف: "كما أن هناك مسائل محلولة منذ زمن بعيد في العالم الإسلامي، بينما نحن مازلنا في طور البحث عن حل لهذه المسائل، وخصوصا المسألة الديموغرافية". وأشار تورشين إلى أن "أكثر ما يثير اهتمامنا عند المسلمين يتمثل في بنية العلاقات التقليدية بين الأجيال، والتربية واحترام الأكبر سنا"، بحد قوله. واعتبر أن الزيادة التي تشهدها الجمهوريات ذات الغالبية المسلمة في النمو السكاني ورجوع العديد من سكانها إلى الدين تشير إلى أن المسلمين أكثر الفئات حراكا. وتعليقا على المؤتمر الذي سيعقد اليوم الخميس في موسكو، قال إنه (المؤتمر) سوف يتحدث ولأول مرة عن التعاون مع العالم الإسلامي وعن الشراكة والاستقرار وليس عن الإرهاب. الوسطية والتعايش من جهته، أشاد رئيس مجلس المفتين في روسيا الشيخ راوي عين الدين بالدور الذي تقوم به المؤسسات الإسلامية الروسية في مجالات التعليم التربية والعلوم وغيرها، مركزا في الوقت نفسه على أن هذه المؤسسات تسعى إلى نشر الفكر الوسطي بين أبناء الوطن المسلم، والتأكيد على دور الإسلام في الحياة الروسية. وقال في مؤتمر صحفي أقامه بوكالة الأنباء إيتار تاس الروسية أمس الأربعاء: "إن المسلمين يريدون نشر مفاهيم الوسطية والإسلام السمح بين غالبية أفراد المجتمع، والتأكيد على مفاهيم التعيش مع الآخرين، نريد أن يعرف العالم أن الإسلام أحد أهم الأديان المعترف بها في روسيا وأن المسلمين يلعبون دورا إيجابيا كبيرا على الساحة السياسية والاجتماعية". وفي تعليقه على مؤتمر روسيا والعالم الإسلامي الذي سيختتم أعماله السبت القادم قال راوي عين الدين إن هذا هو أول مؤتمر إسلامي بهذا المستوى الرفيع يعقد في موسكو. زيارة للشيشان ومن المقرر أن يبحث المؤتمر توسيع تعاون روسيا مع بلدان العالم الإسلامي والطوائف الإسلامية في أوروبا وآسيا وأمريكا في مجالات العلوم والثقافة والاقتصاد. وسيشارك في هذا المؤتمر الدولي مندوبون عن سلطات سوريا والسعودية والكويت وعمان وتركيا وكازاخستان، وكذلك قادة المسلمين في الصين وماليزيا وفلسطين ورؤساء منظمات المسلمين في عدد من الدول الأوروبية. وتلبية لدعوة من الرئيس الشيشاني رمضان قادروف سيزور رؤساء الوفود التي ستشارك في المؤتمر جمهورية الشيشان. ويعقد المؤتمر بمناسبة الذكرى الخامسة لبدء مشاركة روسيا في فعاليات منظمة المؤتمر الإسلامي بصفة مراقب، واليوبيل الأربعين للمنظمة. روسيا والعالم الإسلامي وتعتبر روسيا واحدة من أكبر دول العالم مساحة، وتحتل أهمية عالمية وإستراتيجية كبيرة، كما يقطنها ما لا يقل عن 25 مليون مسلم، ينقسمون إلى 57 قومية، ويعيش المسلمون في غالبية أنحاء روسيا ويمثلون فيها أحد أكثر المواطنين حراكا، كما أن الإسلام والصحوة الإسلامية في روسيا تنتشر وتتوسع بصفة مطردة، وهو ما جعل العلاقة بين روسيا والعالم الإسلامي تأخذ بعدا إستراتيجيا في السنوات الأخيرة. ويعتقد الكثيرون أن العلاقة بين موسكو والعالم الإسلامي بدأت تأخذ منحى تصاعديا إيجابيا، وذلك بعد تحرك السياسة الخارجية الروسية نحو الدول الإسلامية، وتوجت أخيرا باختيار روسيا عضوا مراقبا في منظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك في لقاء قمة المنظمة بماليزيا عام 2005م، حيث اعتبر فلاديمير بوتين رئيس روسيا آنذاك هذه الخطوة أساسا لبناء علاقة متينة بين الطرفين، وإعطاء المسلمين الروس دورا أكبر في عملية التقارب بين الجانبين.