قتل عسكريان إسرائيليان وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين قرب خان يونس بجنوب قطاع غزة. وتبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التصدي لدورية إسرائيلية قرب الجدار العازل بالمنطقة، وتبع الاشتباكات قصف جوي من قوات الاحتلال للمكان، في حين يترقب أهالي القطاع تصعيدا إسرائيليا. وأكد جيش الاحتلال مقتل اثنين من قواته في كمين فلسطيني قرب معبر كيسوفيم، وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن أحد القتيلين ضابط برتبة رائد في لواء قوات النخبة "غولاني". وقد حملت متحدثة إسرائيلية حركة حماس مسؤولية أي نشاط من غزة "لا يهم أن تعلن المسؤولية أو لا تعلن"، مشيرة إلى أن الوحدة العسكرية الإسرائيلية تعرضت لإطلاق النار لدى عبورها إلى غزة في عملية وصفتها بأنها لإزالة لغم. وفي وقت سابق نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن متحدث عسكري قوله إن قواته أحبطت عملية كبيرة لمقاومين فلسطينيين بهدف أسر عدد من جنود الاحتلال، مشيرا إلى أن اشتباكات عنيفة دارت مع المقاتلين الفلسطينيين الذين أرادوا تنفيذ عملية خطف وقتل للجنود بالقرب من بلدة عبسان جنوب شرق قطاع غزة. واعترف المتحدث بأن الجيش الإسرائيلي "دفع ثمنا كبيرا" في هذه العملية التي أعقبتها اشتباكات قال إنها ما زالت مستمرة في المنطقة. مصابون فلسطينيون وعلى الجانب الفلسطيني قالت مصادر طبية إن فلسطينييْن أحدهما صبي يبلغ من العمر عشر سنوات أصيبا بجروح خلال الاشتباكات التي تخللها قصف إسرائيلي للمنطقة استهدف منازل سكنية وفق شهود عيان فلسطينيين. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المدير العام للإسعاف والطوارئ في غزة قوله إن الجيش الإسرائيلي لا يزال يمنع طواقم الإسعاف من نقل الشهداء والجرحى في مكان الاشتباكات، مشيرا إلى أن معلومات أولية تتحدث عن سقوط شهيدين أو ثلاثة وإصابة خمسة أشخاص بجروح عدد منهم في حالة خطيرة. كما أشار مراسل الجزيرة في غزة تامر المسحال إلى ورود أنباء عن وقوع شهداء وجرحى على الجانب الفلسطيني جراء قصف الاحتلال بالمدفعية منزلا في المنطقة، ولم تؤكد المصادر الطبية هذه الأنباء لعدم تمكن طواقمها من الوصول إلى المكان الذي شهد أيضا قصفا جويا لم يبلغ عن إصابات بسببه. تفاصيل العملية وفي مؤتمر صحفي عقده في غزة سرد المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة تفاصيل الاشتباكات معلنا مسؤولية الكتائب الكاملة عن قتل عدد من جنود الاحتلال وإصابة عدد آخر في هجوم وصفه بأنه محكم واشتباك عنيف مع قوات الاحتلال شرقي خان يونس عصر الجمعة. وأشار أبو عبيدة إلى أن مجموعة من كتائب القسام رصدت قوة إسرائيلية راجلة تتوغل شرق خان يونس مسافة تتراوح بين 300 و500 متر لمحاصرة مجموعة من المقاومين. وأوضح أن وحدة القنص مدعومة بوحدة الإسناد في القسام قامت بالهجوم على القوة الراجلة وإمطارها بوابل من الرصاص وأدى ذلك لإرباكها وانسحابها حيث فشل هدفها وتم إلغاء عمليتها وهبطت طائراتها المروحيات ونقلت القتلى والجرحى حسب قوله. واعتبر أن العملية جاءت برسائل ترد على أعمال "العدو"، ب"أننا لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء هذه الجرائم وأن هذه التوغلات على حدود القطاع لن تمر مرور الكرام". كما تبنت العملية كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح وسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في بيانات منفصلة، وبخصوص هذا التبني لنفس الهجوم، أوضح أبو عبيدة أنه لا ينفي وجود مقاومين من تنظيمات أخرى لافتًا إلى أن مقاتلي القسام تدخلوا لدى محاولة القوة الإسرائيلية محاصرة أولئك المقاومين. من جانبها أشارت سرايا القدس في بيان لها إلى أن إحدى مجموعاتها استدرجت قوة عسكرية في بلدة عبسان شرقي خان يونس ودارت اشتباكات فجرت خلالها عدد من العبوات الناسفة وتدخل طيران الاحتلال لتغطية انسحاب القوة المتسللة. وأوضحت السرايا في بيان لها أن عددا من عناصر السرايا أصيبوا بجروح وفقد أحد المقاومين، وبررت عدم إعلان التبني بفقدان الاتصال مع بعض عناصرها في منطقة الاشتباكات. من جهة أخرى قال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو للجزيرة إن التصعيد الإسرائيلي حدث بشكل مفاجئ، مشيرا إلى أن هدفه لفت الأنظار عن الواقع السياسي والعملية السياسية التي وصفها بأنها فاشلة وعما يجري من انتهاكات في القدس. مؤكدا حق الشعب الفلسطيني في المقاومة. وتصاعدت حدة التوتر على حدود غزة هذا الشهر مع شن قوات الاحتلال غارات جوية متكررة. كما قتل جندي إسرائيلي بنيران زملائه هذا الأسبوع عندما سارع جنود لاعتراض ثلاثة فلسطينيين اجتازوا الحدود وتبين فيما بعد أنهم كانوا يبحثون عن عمل في إسرائيل.