تلقينا بمزيد من الحزن نبأ كارثة الفيضانات العارمة التي أودت بحياة أكثر من عشرين مواطنا ومواطنة في مدينة الرديف تغمدهم الله بواسع رحمته وأخلف فيهم خيرا ذويهم والبلاد، إلى عدد آخر من المصابين، فضلا عن الأضرار المادية الفادحة وبالخصوص في مدينة الرديف وفي مناطق أخرى من الجنوب، ومازالت آثار الكارثة ماثلة تهدد عددا كبيرا من المواطنين ممن فقدوا مساكنهم وممتلكاتهم و تقطعت بهم السبل، دون أن تسارع إلى نجدتهم في محنتهم الأجهزة الحكومية المختصة بالقدر الكافي، بما فاقم الكارثة على هذه المنطقة المنكوبة
وبمناسبة هذه المأساة الأليمة فإنّ حركة النهضة:
1 تعلن تضامنها الكامل مع كلّ المتضررين جرّاء تلك الفيضانات، كما تعزّي كل من فقدوا أحبتهم وذويهم، وتبتهل إلى الله سبحانه أن يكلأهم برحمته الواسعة ويبدّل عسرهم يسرا.
2 تدعو السلطة إلى تحمل مسؤوليتها كاملة من خلال تدارك الوضع المأساوي وتقديم المعونات والمساعدات وعدم عرقلة الجهود الأهلية الخيرة المخلصة التي تتنادى تعاطفا وإغاثة في مثل هذه المناسبات الأليمة شعورا من كل التونسيين والتونسيات بأنهم مثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..
3 تذكر السلطة والمنتظم الجمعياتي بأسره بأن سياسة التفاوت الفئوي والتمايز الجهوي التي سلكتها وتسلكها السلطة في تعاملها مع مختلف المناطق الأخرى هي المسؤولة عن جزء كبير من الخراب العمراني الذي أصاب الرديف وما حولها بسبب تفشي البطالة والفقر وتخلف البنية التحتية بما سهّل تداعي كل شيء أمام السيول المتدفقة.
4 تدعو بمناسبة هذه المأساة الإنسانية الأليمة إلى التخفيف من وقعها على أبناء شعبنا المكلوم وذلك بالمبادرة بإطلاق سراح أبناء هذه المنطقة المنكوبة من ضحايا الاحتجاج الاجتماعي.
لندن في26 سبتمبر 2009 رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي.