اعتبر مراقبون ان تصريحات السيد صفوت الشريف التي اكد فيها ان الحزب الوطني يأمل في ان يكون الرئيس حسني مبارك هو المرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تمهد امام سعي مبارك (82 عاما) لفترة رئاسية سادسة، وتعبر عن رفع اسهم اللواء عمر سليمان في مواجهة ما يعرف بسيناريو التوريث. واشاروا الى ان تزايد التحديات المتعلقة بالامن القومي، واخرها الازمة مع دول منابع النيل، وتصاعد حركة الاحتجاجات الشعبية والعمالية يقف وراء تقوية فرص اللواء سليمان. وجاءت تصريحات الشريف بعد ايام قليلة من تصريحات لرئيس الوزراء احمد نظيف اكد فيها ان النظام فشل في تقديم بديل للرئيس مبارك. وكان الشريف اكد في تصريحات ل'العربية' ان 'الرئيس مبارك اسطورة ولا يمكن ان يكون هناك بديل عنه'. ورأى المراقبون ان تصريحات الشريف الذي يعتبر احد اهم السياسيين في مصر بحكم موقعه كامين عام للحزب الحاكم ورئيس لمجلس الشورى، ربما تعكس حالة من الفوضى داخل النظام بشأن مستقبل الحكم، وان بقاء الرئيس 'حتى اخر نفس' يعني ترك القرار للمؤسسة العسكرية، ما يعني ترجيح اسهم اللواء عمر سليمان، او 'شخصية عسكرية متنفذة وليست مشهورة بالضرورة يجري الاتفاق عليها' لتدخل الانتخابات كمرشح مستقل. واشاروا الى ان العديد من الاوساط الاقليمية والدولية تنظر الى اللواء سليمان باعتباره نائب الرئيس الفعلي، نظرا لدوره الفاعل بالملفات الرئيسية في السياسة الخارجية. وتشير معلومات إلى إن اللواء سليمان من مواليد محافظة قنا عام 1936، أي بلغ من العمر 74 عاما، والتحق بالكلية الحربية وعمره 19 عاما، وأرسله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى الاتحاد السوفييتي السابق لاستكمال دراسته العسكرية في أكاديمية فرونز العسكرية بموسكو ودرس العلوم السياسية في جامعتي عين شمس والقاهرة، وتدرج في الوظائف العسكرية حتى تولى أمر المخابرات الحربية أثناء حرب الخليج في عام 1991. وتعرض اللواء سليمان الى انتقادات في الصحافة الاسرائيلية خاصة، ودعت الى رفض استقباله بعد سحب القاهرة لسفيرها من تل ابيب قبل سنوات، الا ان المسؤولين هناك كانوا يعاملونه دائما باحترام شديد. وحسب صحيفة هآرتس فقد كانت 'القدس العربي' اول من انتبه الى صعود نجم اللواء سليمان بعد حادثة محاولة اغتيال الرئيس المصري في اديس ابابا في العام 1995. ونقلت صحف اسرائيلية عن مسؤول لم تسمه نفي اللواء سليمان انه سيكون الرئيس المقبل. وكتبت ماري ويفر الصحافية الامريكية المشهورة تقول: إن أحد المسؤولين الامريكيين عمل معه لسنوات وقال عنه: 'إنه معتدل ومهذب وله خبرة طويلة، ومقبول من رجال الأعمال، لكن عددا قليلا للغاية يعرف اراءه السياسية، سنشعربالراحة في التعامل معه'.