أبدى أعضاء بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين استياءهم الشديد من الحملة التي قادها شباب بالجماعة للمطالبة بتصعيد الدكتور عصام العريان مسئول القسم السياسي بالجماعة لعضوية المكتب خلفا للراحل محمد هلال الذي وافته المنية قبل أسابيع. ووصف أعضاء بمكتب الإرشاد في تصريحات خاصة ل"الإسلاميون.نت" فعاليات الحملة التي استخدم فيها الرسائل القصيرة عبر الهواتف المحمولة، والإيميلات، وموقع الفيسبوك ب"السيئة" وغير "اللائقة"، وشددوا على أن الجماعة لن تستجيب لأي ضغوط تتعرض لها، فيما أكد شباب بالجماعة أن هذه الفعاليات تأتي في إطار استخدام وسائل الاتصالات الحديثة للتعبير عن مواقفهم. وبينما اتهم مصدر مسئول بالجماعة -رفض ذكر اسمه- الدكتور عصام العريان بالوقوف وراء حملات الضغط الإعلامية المطالبة بتصعيده عضوا بمكتب الإرشاد، أكد العريان أنه لا يعرف شيئا عن هذه الحملات، معبرا عن عدم ارتياحه تجاهها. كانت الأيام القليلة الماضية شهدت تصاعدا في حملة المطالبة بتصعيد الدكتور عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد بطريقة آلية دون إجراء انتخابات جديدة استنادا إلى أنه حل سادسا وحصل على نسبة تتجاوز ال40% من إجمالي أصوات مجلس شورى الجماعة في انتخابات مكتب الإرشاد التي جرت العام الماضي وأسفرت عن دعم المكتب ب5 أعضاء جدد هم: سعد الكتاتني، وسعد الحسيني، وأسامة نصر، ومحيي حامد، ومحمد عبد الرحمن.
وأرسل عدد من شباب الإخوان عددا كبيرا من الرسائل القصيرة عبر الهواتف المحمولة إلى كوادر وقيادات بالجماعة وشخصيات عامة وصحفيين وسياسيين من خارج الجماعة قالوا فيها: "شباب الإخوان يؤيدون عصام العريان عضوا بمكتب الإرشاد"، وطلبوا من كل شخص تلقى الرسالة إعادة إرسالها مرة أخرى للمرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف الذي تم تدوين رقم الهاتف المحمول الخاص به في نهاية الرسالة. أما على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" فأخذت الحملة شكلا هادئا؛ حيث تناقل عدد من شباب الجماعة الأخبار التي نشرتها الصحف المختلفة ونقلت فيها تصريحات لقيادات الجماعة حول تصعيد العريان لعضوية مكتب الإرشاد، وعبروا في تعليقاتهم على الأخبار عن رغبتهم في وصوله لعضوية الهيئة الإدارية الأعلى في الجماعة. المنصب لا يشغلني والحملة لا تريحني من ناحيته، أكد الدكتور عصام العريان أنه لم يكن على علم مسبق بالرسائل التي تم تداولها خلال الأيام الماضية للمطالبة بتصعيده لعضوية مكتب الإرشاد، ولم يرجع إليه أحد من شباب الجماعة أو يستشره في ذلك، مبديا في نفس الوقت عدم ارتياحه تجاه هذا السلوك الذي وصفه بغير "الملتزم" بضوابط وأخلاقيات الجماعة، وأضاف العريان في تصريحات ل"الإسلاميون.نت": "الإخوان لم يتعودوا على مثل هذا السلوك، وجرى العرف أن الإخوان جنود يخدمون دعوتهم ولا يبحثون عن مناصب أو مغانم، وهناك من ظل داخل الجماعة 50 عاما دون أن يتولى منصبا قياديا ولم ينتقص ذلك من قدرهم أو دورهم في خدمة الدعوة". وشكك العريان في انتماء مطلقي هذه الرسائل على شبكة الإنترنت والهواتف المحمولة لشباب الإخوان، لافتا إلى أنه من الصعب التحقق من هويتهم وخلفياتهم السياسية؛ نظرا لاعتمادهم على وسائل التكنولوجيا الحديثة. وقال: "أنا لا يشغلني إطلاقا الحصول على أي منصب، ولا أضع هذا الأمر في بالي.. فقط أدعو الله أن يوفقني إلى ما يرضى، وأن أختم حياتي في خدمة الإسلام وفقا للمنهج الذي اقتنعت به، وأن نرى في مصر أياما أفضل من هذه الأيام بفضل جهود المخلصين من أبناء الوطن". رسائل الموبايل لن تضغط على الجماعة
من ناحية أخرى، أكد الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للجماعة أن تصعيد عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد أمر يخضع للاجتهاد في تفسير اللائحة الداخلية للجماعة، وقال في تصريحات خاصة ل"الإسلاميون.نت": "هناك انتخابات "تكميلية" و"جزئية" جرت في العام الماضي وأسفرت عن دعم مكتب الإرشاد ب5 أعضاء، وجاء ترتيب الدكتور عصام العريان السادس من حيث عدد الأصوات، وحسب اللائحة فإنه في حالة استقالة أو وفاة أحد أعضاء المكتب يتم تصعيد العضو الذي عليه الدور تلقائيا ودون حاجة إلى إجراء انتخابات إذا كان هذا الأخير قد حصل على نسبة أصوات تتجاوز ال40% من الأصوات". واستدرك حبيب قائلا: "هناك رأي آخر يؤكد أن هذه القاعدة تطبق فقط في حالة إذا كانت الانتخابات التي أُجريت "كلية" وشملت جميع أعضاء مكتب الإرشاد وليست انتخابات جزئية كالتي جرت العام الماضي، وعلى أي حال إذا كان هناك خلاف في الرأي بين هذا أو ذاك فمن المقرر أن تتم مناقشة الأمر في المكتب خلال الأيام القليلة القادمة للوقوف على الرأي الراجح". وعلق حبيب على حملات الضغط المطالبة بتصعيد عصام العريان قائلا: "الجماعة تعمل بشكل مؤسسي، وتحكمها نظم ولوائح، وليس من بين هذا كله أن تبعث رسائل من هنا أو هناك للضغط أو للتضامن أو لتعزيز موقف معين.. كل هذا لن يجدي ولا مجال له".. مشيرا إلى أن هذا الأسلوب لا يتفق مع النظم واللوائح، على حد قوله. وتابع: "إذا أعيتنا الحيلة وأردنا أن نتجاوز النظم واللوائح فسنلجأ لاستطلاع رأي الصف الإخواني، وسنطرح الأمر على الكوادر، وإن كان الأمر أهون من ذلك بكثير". ورفض حبيب تأكيد صحة المعلومات التي أشارت إلى انتهاء الجماعة من إجراء 80% من انتخابات مجلس الشورى العام، مؤكدا أن الجماعة تريد أن تمارس "الشورى" في هدوء وشفافية، وأضاف: "لا نريد أن نخرج ألسنتنا لاستفزاز أجهزة الأمن ونقول الانتخابات أجريت بنسبة 80 أو 90%.. فقط نريد أن نمارس الشورى بشكل هادئ". وقال: "نحن حريصون على الانتهاء من مسألة الدكتور عصام العريان بشكل يتفق مع النظم واللوائح وبعيدا عن الشو الإعلامي، خاصة أن الجماعة تتعرض لضربات إجهاضية واستباقية لمنعها من ممارسة حقها الديمقراطي في الشورى، ولا تترك فرصة أو لقاء للإخوان سواء كان لإجراء انتخابات أو غير ذلك إلا ويتم مداهمة المكان". اتهامات للعريان وعلى عكس موقف د.محمد حبيب الذي عزا الأمر إلى الخلاف حول تفسير اللوائح ولم يتطرق إلى بيان موقف واضح من مسألة تصعيد العريان.. اتهم مصدر مسئول داخل الجماعة الدكتور عصام العريان بالوقوف وراء حملات الضغط الإعلامية المطالبة بتصعيده عضوا بمكتب الإرشاد، وقال: "هذه ليست حملات شباب الإخوان ولكن حملات عصام العريان". وأكد المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن اتجاه الرأي داخل مكتب الإرشاد يسير في اتجاه رفض تصعيد عصام العريان؛ استنادا لنصوص اللائحة الداخلية للجماعة والتي تنص على أن عدد أعضاء مكتب الإرشاد 15 عضوا فقط. وقال المصدر في تصريحات ل"الإسلاميون.نت": "اللائحة الداخلية للجماعة تنص على أن عدد أعضاء مكتب الإرشاد 15 عضوا فقط، في حين أن العدد الحالي لأعضاء المكتب بعد وفاة محمد هلال والدكتور حسن هويدي 19 عضوا، أي أن هناك 4 أعضاء في المكتب زيادة عن العدد الذي تنص عليه اللائحة؛ وهو ما يعني عدم وجود حاجة لتصعيد أعضاء جدد". ووصف المصدر الانتخابات التي جرت العام الماضي وحل عصام العريان فيها سادسا ب"الاستثنائية"؛ حيث أتت في سياق خاص كان الهدف منه دعم مكتب الإرشاد بأعضاء جدد بسبب تعرض اثنين من أعضاء المكتب للسجن، هما: خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد، والدكتور محمد علي بشر، في القضية العسكرية، بالإضافة إلى الظروف الصحية لعدد آخر من الأعضاء كبار السن، مشيرا إلى أنه لا يجوز تطبيق قاعدة التصعيد بشكل آلي إلا في الانتخابات "العادية". وبحسب المصدر، فإن محمد مهدي عاكف المرشد العام للجماعة "متعاطف" مع موقف عصام العريان، إلا أن أغلبية أعضاء المكتب تمسكوا بتفعيل نصوص اللائحة ورفضوا تصعيده، مشيرا إلى أن احتمال تصعيد العريان "ضعيف"، بحسب وصفه.
وفي سياق المواقف المستهجنة للحملات الإعلامية المساندة للعريان، أشار الدكتور رشاد البيومي عضو مكتب الإرشاد إلى أن حملات شباب الجماعة المطالبة بتصعيد عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد طريقة سيئة ولا تليق بعصام العريان، على حد تعبيره. وأضاف البيومي: "هذا شأن داخلي، وهناك لوائح تنظم هذه الأمور مثلما هو الحال في جميع الأحزاب والجامعات، وأحسب أن عصام العريان لا يرتضي هذا الأمر لنفسه؛ لأنه لا يليق باسمه ومكانته وتاريخه". وأشار البيومي إلى أن هذه الحملة لا يمكن أن تكون معبرة عن شباب الإخوان بشكل عام، وقال: "ليس كل من أتيحت له الفرصة للكتابة على شبكة الإنترنت وال"فيس بوك" يستطيع أن يعتبر نفسه معبرا عن شباب الإخوان". وأوضح البيومي أن فكرة الانتخابات لا تتسق مع مثل هذه المطالب والحملات؛ نظرا لأنها قائمة على الاختيار الحر؛ فربما كان هناك عضو داخل مكتب الإرشاد يوافق على تصعيد العريان وعضو آخر لا يوافق. جهود فردية فيما يتعلق بموقف بعض شباب الإخوان وخاصة من ينشطون في الفضاء الإعلامي، أوضح مصطفى النجار المدون الإخواني الشاب أن شباب الإخوان قد لجئوا إلى التعبير عن آرائهم في هذا الأمر التنظيمي عبر "النيو ميديا"؛ وهو أمر قد يغضب قيادات الجماعة رغم أنه في النهاية مجرد تعبير عن رأي. وقال النجار: "عصام العريان له شعبية جارفة وسط شباب الإخوان، ويمثل التيار الفكري المنفتح داخل الجماعة؛ وهو ما دفع الكثير من الشباب للتعبير عن رغبتهم في تصعيده، وهم يعتبرون هذا الموقف صحيحا خاصة في ظل غياب عبد المنعم أبو الفتوح". وفى نفس الوقت، أكد النجار أنه لا يمكن اعتبار مطالبات شباب الجماعة بتصعيد العريان لعضوية مكتب الإرشاد حملة منظمة، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعدى مجرد كونه جهودًا فردية من بعض أنصار العريان. مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=859&t=تصعيدالعريان ل"الإرشاد".. اللائحة تواجهة النيوميديا !&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"