أسّجل بفخر لفرسان الحوار نت، إدارة وكتّابا إكباري لجهدهم ودعائي لهم بالتّوفيق والسّداد لنجاحهم المتصاعد في هذا الفضاء الذي نذروا فيه أنفسهم للجهاد بالكلمة التي هي أصل دعوتنا "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" (حديث شريف) وبريد مشاعرنا الى إخواننا وأحبتنا ورسول أفكارنا الى حقل دعوتنا . ستظلّ كلمات ومواقف فرسان الحوار نت وتونس نيوز وغيرهما محفورة في نفوس إخوانهم بعد أن رأينا نتائج مباركة لهذا المنبر ولغيره عبر كتابات وآراء وخواطر وحوارات وقعت كالبلسم على جراح الإسلاميين الغائرة من خلال هذا الفضاء الذي شكّل نواة لصمودنا و تثبيت نفوسنا وتجلية الغبش من عقولنا تصدّى لها فرسان هذه المهمّة وعلى رأسهم الاخوين العزيزين شيخنا الهادي بريك وحبيبنا الاخ عبد الحميد اللذان أخرجا قلميهما من غماديهما في جهاد أنكي أعداءنا وآلمهم . وإننا لنتمنى بعد أن رأينا هذه النتائج أن يصل هذا المنبر بقليل من الجهد الى البقية الباقية المنعزلة أو المشوشة من أبنائنا . اليوم، وبعد أن تقدمنا خطوات في بناء أنفسنا ولملمة جراحنا يجب أن نجهز أنفسنا لمعركة قادمة من خلال هذه الوسيلة لمدّ الجسور مع شعبنا الذي إنتقل شبابه ومثقفوه وحتى عامته الى هذه الساحة بعد أن حيل بيننا وبينه بالقوة لعشرين سنة كاملة. والحوار نت على وجه الخصوص ساحة للتدريب وميدان متقدّم لإعداد العدّة للدخول لمعركة الافكار والقناعات كبنية تحتية لتغيير في المستقبل والذي سيحدث عاجلا أو آجلا والاسلاميون ، هم المفاعل الحقيقي لهذا التغيير لذلك يجب أن يتسلحوا بالوعي والإرادة والعمل الدؤوب لتحويل الانترنت إلى حلقة بديلة لتلك الحلقة التي فقدوها مع الجماهير التي تحولت الى الانترنت بعد غيابهم كطرف رئيسي مدافع عن حريتهم. إننا لا نعدم أملا في أن يتطور هذا المنبر للقيام بمهمة البناء الثقافي والتربوي والسياسي وأن يتحول الى اداة للحوار الداخلي البناء و منصة لتوصيل مواقفنا السياسية وبرامجنا التربوية واطروحاتنا الاجتماعية وإجاباتنا الاسلامية على معضلات ومشاكل وافرازات العلمانية التي نخرت مجتمعنا في غيابنا حتى تكون أطروحاتنا هي البديل الطبيعي والاجابة الشافية لحيرة هذه الملايين النافرة والفارة من الاضطهاد والكبت والباحثة عن البديل الواقعي والمقنع من خلال هذا الفضاء الذي ينشط فيه ثلث الشعب. لا نعدم أملا في أن يصعد هذا المنبر درجة أخرى ليكون ملتقي للعقول الكبيرة في بلادنا وبلاد أخرى وجسرا للتواصل مع شعبنا. لا نعدم أملا وداخل الحوار نت وبين الاسلاميين كتبة كبارا ومواهب واعدة آخرها هذا القاص الموهوب والكاتب البارع – المكشر - والذي يمكن أن تكون قصته المبهرة مادة أدبية وسياسية تغزو عقول وقلوب مئات الالاف من المبحرين في الانترنت والباحثين عن الحقيقة الضائعة بعد أن انقطع حبل الوصل بين الاسلاميين والجماهير لعشرين سنة بسب التدمير الامني والتشويه والتعتيم عليهم كقيادة رشحتها الجماهير يوما للتعبير عنها في ذلك القوس من الحرية . لا يحتاج الاسلاميون إلى شيئ حاجتهم الى الارادة والعزيمة والاصرار للوصول الى الجماهير وهم واصلون باذن الله وإن طال الطريق ما دام فيهم هذه الكوكبة الصادقة من الاخيار في الداخل والخارج ومن الطاقات التي كشفتها الحوار نت وغيرها. يحتاج الاسلاميون اليوم لمخاطبة بعضهم بعضا بهذه الوسيلة الحديثة وهي الانترنت لتحصين صفهم بوعي سياسي عميق مستند الى روح الصمود والثبات واليقين التي سطرها أبناؤهم وشهداؤهم في معركة تقطعت فيها روابطهم الاجتماعية وصلاتهم التنظيمية لكنها بدأت نتائجها تميل شيئا فشيئا نحوهم بعد أن عرت محنتهم ونضالاتهم مخالفيهم وجعلتهم وجها لوجه أمام شعبهم وما اعمالهم وسياساتهم التهديمية لمقومات هذا الشعب إلاّ دليل على شعورهم بالعجز السياسي وعدم قدرتهم على استيعات تطلعات شعبهم مما جعلهم يركبون الطريق الصعب وهو الامعان في تفكيك وتدمير مقومات الشعب باغراقه في متاهات الفساد والتحلل وربطه بأغلال الديون لكنه طريق قصير ومحفوف بالمخاطر وستكون نتائجه عكسية . هذه خواطر قدحها في نفسي هذا الشاب الذي لم ألتقه ولكني أحببته لأنه أدخلني إلى فضائه الداخلي العامر بالثقة واليقين والإخلاص لقضيته لأنه وبطله روح ومشاعر واحدة في قلبين مختلفين عكستها روايته الأدبية الممتعة التي منعني عنوانها المبهم من قراءتها حتىّ وصلت الى مراحلة متقدمة لكني قرأتها دفعة واحدة لما اكتشفتها بدافع الفضول قبل يومين. مثل هذه الرواية بعد إكتمالها جاهزة للنشر بعد تغيير عنوانها على نفس نسقها الروائي المشوق وإذا تمت طباعتها وأعمال أخرى ستكون جسرا لنقل أفكارنا ومشاعرنا وعكس تضحياتنا إلى الآلاف من أبناء شعبنا .. وأنا ادعو هذا الشاب الموهوب الى المزيد من الجهد لصقل موهبته التي ستضعه قريبا باذن الله بين كبار الرواة ليقدم لنا أدبا جديدا للمحنة يصنع مشاعر وأفكار ويشكل وجدان القارئ على غير الأدب الذي عرفناه من محن سابقة كسرد تاريخي لوقائع تتعامل مع الذاكرة لكنها لا تؤثر في المشاعر ولا يقرؤها الا المعنيون بها دون غيرهم. هذا العمل وذاك الجهد الذي قام عليه الاخوة المتطوعون في الحوار نت وغيرها والكتابات الراتبة أو المتباعدة نموذج مصغر لما ينتظرنا من جهد لتحويل طاقاتنا وإمكانياتنا وإنجازاتنا الفردية إلى منظومة عمل متناغمة لجسر الهوة بيننا وبين شعبنا على طريق الحرية من خلال منتديات عامة للقصة والشعر والادب ومنابر للفتوى واخرى للدعوة والتعليم شعارنا قوله صلى الله عليه وسلم (استعن بالله ولا تعجز .( وفقكم الله تعالى وسدد خطاكم ورزقنا وإياكم الإخلاص لوجهه الكريم وطلب رضاه وجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم يوم تلقونه... آمين...