لاتزال أزمة وفرة الوقود على مستوى محطات التوزيع نفطال تشكل الهاجس الأكبر لسكان تبسة؛ إذ يضطر أصحاب السيارات للتنقل إلى بلديات بأم البواقي للتزود بالمازوت أو البنزين. أحكم أصحاب سيارات مشتبه فيها بالعمل في نشاط تهريب الوقود وحتى شاحنات من الوزن الثقيل بخزانات إضافية خرقا لقانون المناجم، قبضتهم الحديدية على كل محطات التوزيع العمومية والخاصة. وأصبح زبائن المحطة العاديين يتخوفون من تهديدات هؤلاء المجموعات الشبانية الذين لا يتوانون في حمل أخطر أنواع الأسلحة البيضاء. فقد عاينت ''الخبر'' مناقشات حادة بين أحد أصحاب سيارات الأجرة بوسط مدينة تبسة الذي حاول الاستفسار من أصحاب 4 سيارات بيجو 505 بعد أن تجاوزوه ولم يحترموا الدور، وهو يستقبل وابلا من السب والشتم والوعيد والتهديد وبعبارة ''روح إيشكي وين تحب ونعمرو كيما نحبو...''. ويناشد زبائن المحطات من سيارات أجرة وحافلات ومؤسسات للخدمات الفلاحية المسؤولين رقابة صارمة على المسالك الريفية، وتكثيف دوريات الدرك والشرطة بجانب المحطات، التي شوّهت حتى المنظر الجمالي للمدينة. في الوقت الذي علمت فيه ''الخبر'' أن سيارات المهربين العاملين في الوقود ومختلف البضائع التونسية تجاوزت ال1000 سيارة مشبوهة، يفضل أصحابها أن تكون دون وثائق، وهو ما كشفت عنه عدة عمليات لحجز الوقود.