نقاط نظام, فوضى, صراخ...هي اهم الصفات التي باتت تميز الجلسات العامة في المجلس الوطني التاسيسي, فالاختلافات في القراءات والرغبة في افتكاك الكلمة والادلاء براي او تصريح اصبح من اهم مكونات مشهد الجلسة العامة. ولعل هذا الصراع بين مختلف النواب كان المشهد الابرز خلال الجلسات الاخيرة, وصلت الى حد تعمد نائب من العريضة الى الصعود على مقعده ثم الطاولة ليصل في النهاية عن قرب لرئاسة المجلس ويطلب الكلمة التي تم رفض اسدائها له. سمة اخرى اصبحت الخبز اليومي داخل الجلسات وهي تبادل الاتهامات والشتائم...ونعني تلك التي جدت بين النائب بشير النفزي الذي وصف زميله محمد كريم كريفة "بالتجمعي الفاسد". وبين مختلف هذه الاحداث تطل علينا في كل لحظة من الجلسة العامة تصريحات من هنا وهناك بحجة انها نقطة نظام, ويقوم على اثرها النائب بتلاوة ما تسنى له من الخطب والمحاضرات ويبدي رايه بخصوص عدد من المتفرقات... استاذ القانون الدستوري قيس سعيد اكد ان اداء الجلسات العامة اتسم في مجمله بالبطء,وفي بعض الاحيان تميز بمشاحنات وملاسنات لم يكن لها اي مبرر على الاطلاق لان الجلسة العامة تحولت لدى الكثيرين الى منبر سياسي للدعاية الانتخابية عكس ما هو سائد داخل اللجان التي قامت بعمل واضح. جلسة الثلاثاء شهدت في جلستها الصباحية دعوة النائب محمد كريم كريفة الى طلب الاعتذار على تصريحه الذي قال فيه "التجمع سيدكم",طلب بادر به النائب وليد البناني عن كتلة النهضة وافتتح به باب المزايدات على مصرعيه وليبدا الحديث عن اهداف الثورة والشعارات الفضفاضة بين شق يرى ان كريفة اذنب وشق اخر يعتبر انه من الاولى التقدم في المصادقة على مشروع القانون وان تصريح كريفة لم يكن الا بسبب تشنجه مما تلفظ به زميله...فيما لم يتكفل أي من جهته بالتحري في الحادثة التي تم تاويلها. في ذات الجلسة وفي الفترة المسائية شهدنا شدا وجذبا بين النواب حول ما جد امام اتحاد الشغل بين مدافع على لجان حماية الثورة وداع الى حلها, وشهدت الجلسة خطبا متعددة وتدخلات من هنا وهناك. واستمرت المزايدات والخطب الى ما لانهاية ويبقى الدستورالدي يعتبر اساس القواعد القانونية والتي تفتح المجال لانشاء دولة القانون معلقا .