عاش التونسيون يوم أمس تحت مراقبة أعين العالم يوما تاريخيا توجهوا فيه إلى مكاتب الاقتراع للاختيار بكل حرية. لأول مرة يختار التونسيون رئيسهم وكانت المخاوف جمة من التهديدات الأمنية والمحاولات الانقلابية على الدولة المدنية من طرف بعض المجموعات أو الخلايا التي لا تعترف أصلا بالديمقراطية. مرّ اليوم بسلام وكُلل بالنجاح ومعيار النجاح هو حرية الإرادة لدى الناخب التونسي. ولئن نجحنا في تأمين أبرز مظاهر الديمقراطية طيلة اليوم فإن آخر النهار حمل مؤشرات ''غير ديمقراطية'' أرجعتنا إلى التساؤل الذي طرحه محسن مرزوق مدير حملة الباجي قايد السبسي حول إمكانية الانقلاب بعد الفشل في الانتخاب. خلناه يبالغ وقتها عندما علّق على الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي إلى رئيس حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي يطالبه فيها بضرورة تعيين رئيس حكومة ليقوم المرزوقي بتكليفه. مرزوق قال عن المرزوقي إن هذا الرجل خطير على الأمن القومي والسلم الاجتماعي وهو يدفع بتونس نحو الفوضى بعد تأكد فشله في الانتخابات. هذا ما قاله مرزوق حينها واعتبر العديد أنه يدخل في إطار السجال الانتخابي بين قايد السبسي والمرزوقي لا غير, لكن الكلام الذي قاله عدنان منصر مدير حملة المنصف المرزوقي في آخر نهار أمس كان على درجة من الخطورة ولا يطمئن إلى أن المرزوقي وجماعته سيقبلون بالنتائج كما هي وسيحترمون إرادة الشعب التونسي. قالها عياض بن عاشور الخبير في القانون الدستوري إن لهجة عدنان منصر غير مطمئنة وهو الذي بدا متوترا جدا أثناء الندوة الصحفية وتكلم بلهجة المغلوب الذي لا يرضى بالنتيجة تماما كما عندما كنا صغارا ونتهم أترابنا الذين يغلبوننا في اللعب ''بالحيلة''. على كل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والجهات الراعية للحوار الوطني التحرك بقوة في وجه أي محاولة انقلابية من هذا الطرف أو ذاك ويكفينا محاولات انقلابية ممن تعهدوا بالبقاء لمدة عام فجثموا على صدورنا ثلاث سنوات. كفى الشعب التونسي قال كلمته ولن يكون رئيسا لتونس إلا من يختاره التونسيون.