اتفقت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا مع جماعات إسلامية أخرى على إنشاء أول حزب سياسي قد يصبح لاعباً رئيسياً في أول انتخابات ستشهدها البلاد منذ سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي. وستتنافس الجماعات العلمانية والإسلامية على حصد مقاعد في انتخابات المجلس الوطني التي ستجري في شهر جوان المقبل والذي سيكلف بوضع دستور جديد. ويقول محللون سياسيون إن جماعة الإخوان المسلمين هي الأكثر تنظيماً وقوة حالياً في ليبيا التي عانى الإسلاميون فيها من قمع نظام القذافي لهم طيلة 42 عاماً. وكانت الانتخابات التي شهدتها كل من تونس ومصر والمغرب بعد ثورات "الربيع العربي" قد أسفرت عن دخول الإسلاميين إلى التشكيلات الحكومية في هذه الدول. وقال الامين بلحاج الذي يرأس اللجنة التي تعمل على إنشاء الحزب الجديد إنه سيضم إسلاميين من مختلف الاتجاهات. وأضاف بلحاج أن هذا هو المؤتمر التأسيسي "لحزب وطني مدني بمرجعية إسلامية". وقال إن الحزب ستؤسسه جماعة الإخوان المسلمين ومستقلين كثيرين غير مرتبطين بأي تنظيمات اسلامية. والأمين بلحاج هو مسؤول بارز في المجلس الوطني الإنتقالي الليبي، كما أنه عضو في اللجنة المسؤولة عن تنظيم الانتخابات. وقال بلحاج إنه لم يتم بعد اختيار اسم للحزب الجديد كما لم يتم اختيار زعمائه رغم استمرار المشاورات بين الإخوان المسلمين وجماعات أخرى. وأثار صعود التيارات الاسلامية خلال الانتخابات قلقاً في أوساط بعض العلمانيين من احتمال فرض مزيد من القيود الدينية على المجتمع أو وضع دساتير تلتزم بتطبيق الشريعة الاسلامية. وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد أكد أن ليبيا ستُحكم وفقاً لأحكام الشريعة. وقد تأسست جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا في عام 1949 كأحد فروع جماعة الإخوان المسلمين المصرية. لكن السلطات حظرت أنشطتها ولم يتمكن أفرادها من عقد لقاءات عامة حتى شهر نوفمبر الماضي. وكان أعضاء الجماعة يُجبرون على إبقاء عضويتهم سراً خوفاً من الاعتقال أو التعذيب والسجن.