أفاد مستشار رئيس حركة النهضة التونسية، مقداد إسعاد، لجريدة''الخبر"الجزائرية أنه تم اختيار علي العريض بعد أن طرح اسم عبد اللطيف المكي وزير الصحة بقوّة إلا أنه تراجع عن الترشح لهذا المنصب، مفيدا بأن ذلك يعود إلى قناعته بأن الحكومة التي ستشكل ليست لها مقومات البقاء، أما التفسير الثاني فيعود إلى التدافع وسط أصحاب القرار في حركة النهضة والذي لم يكن لصالحه، لأن عامر العريض، شقيق علي العريض، هو رئيس الدائرة السياسية في الحركة والذي له نفوذ قوي داخلها، فضلا على أن علي العريض نفسه رجل له قدرة سياسية كبيرة جدا، وقيادته لوزارة الداخلية أعطاه وضوحا للرؤية بالنسبة للوضع الأمني في تونس، بالإضافة إلى كاريزما أكيدة لعلي العريض منذ أن كان في الجامعة. أما بخصوص إصرار حمادي الجبالي على حكومة كفاءات وطنية أفاد المستشار بأن النظام السياسي الذي يحكم تونس وقع تركيبه بالخطأ، فلا أحد يعلم أين هو مركز السلطة، هل هو بيد رئيس الجمهورية أو في يد رئيس الحكومة أم في يد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وهذا النظام وجب تفكيكه، وهذا هو مقترح حمادي الجبالي بتشكيل حكومة كفاءات، بحيث يكون رئيس حكومة فعلية بيدها القرار وتتحمل مسؤولية التنفيذ، بعدما كانت هذه المسؤولية موزعة على أطراف بشكل غير رسمي تتدخل في الحكومة وفي تغيير الولاة والإداريين، مما ميع القرار. وقد وصف مقداد إسعاد الاتهامات التي وجهت لأشخاص دخلوا إلى تونس انطلاقا من الجزائر بالتورط في اغتيال شكري بلعيد بالجنون مفيدا بأن المنطق لا يسمح بأن نتصور أن الجزائر، بعد أن عانت من ويلات الإرهاب، تتسبب في إرهاب لدولة أقرب من الصديقة، لكن قد يتورط جزائريون من الإرهابيين في ذلك والجزائر منهم براء، مثلما تورط تونسيون في عين أمناس والتونسيون منهم براء.