أنهى راشد الغنوشي أمس زيارة لتركيا لم يُعلن عنها مُسبقا، واستغرقت ثلاثة أيام، جاءت بعد أيام من الزيارة المفاجئة والمثيرة للجدل التي قام بها حافظ السبسي نجل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى أنقرة واجتماعه مع الرئيس رجب طيب أردوغان. وأوردت العرب اللندنية أنه كان بالامكان أن تكون زيارة الغنوشي الحالية إلى تركيا عادية وطبيعية وتندرج في سياق الزيارات التي دأب عليها باعتبار أهمية تركيا للجماعات المحسوبة على الإخوان المسلمين، غير أن توقيتها الذي تزامن مع بدء انكفاء تركيا نحو الداخل على وقع الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعصف بها، جعل منها زيارة تحمل بين طياتها دلالات سياسية هامة. ويُنظر إلى الغنوشي على أنه واحد من رموز التنظيم الدولي للإخوان، كما أن هذا التنظيم تعصف بفروعه خلافات حادة في الأردن وفي مصر التي دخلت جماعة الإخوان فيها نفق التشرذم، وفي تونس التي بدأت فيها الخلافات داخل حركة النهضة الإسلامية تتأجج مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمرها العاشر الذي طال انتظاره.