أظهر اختبار جديد أن مرض السكري من النوع الثاني يمكن أن يُعالج في غضون أربعة أشهر عبر خفض السعرات الحرارية وممارسة التمارين البدنية والسيطرة على مستوى الغلوكوز رغم أن مرض السكري من النوع الثاني يُعدّ حالة مزمنة، تحكم على المصاب بتطبيبها مدى الحياة، فإن باحثين كنديين أثبتوا أنه بالإمكان إعادة إنتاج الأنسولين لدى 40 في المئة من المرضى. استراحة للبنكرياس تضمنت خطة العلاج نظام تمارين أُعدّ خصيصًا لكل مشارك في الاختبار، وخفض ما يتناوله من سعرات حرارية بنحو 500 إلى 750 سعرة في اليوم. تمامًا كما كان ممرض وخبير التغذية يقابلان المريض كل يوم لمتابعة تقدمه واستمراره في تناول الدواء والأنسولين للسيطرة على مستوى السكر في الدم. بعد أربعة أشهر فقط استطاع 40 في المئة من المرضى أن يوقفوا تناول الدواء، لأن أجسامهم عادت تنتج ما يكفي من الأنسولين. وقال الباحثون في جامعة ماكماستر في مدينة أونتاريو الكندية إن البرنامج نجح، لأنه أعطى البنكرياس الذي ينتج الأنسولين "استراحة". وأشارت الدكتورة ناتاليا ماكينيس رئيسة فريق الباحثين إلى أن نتائج الدراسة يمكن أن تنقل الطريقة المتعارف عليها لعلاج مرض السكري، من السيطرة على مستوى السكر إلى طريقة تسفر عن إحداث "هدأة"، ثم مراقبة المريض لرصد أي بوادر انتكاس في وضعه. ونقلت صحيفة "دايلي تلغراف" عن ماكينيس قولها: إن "فكرة رد المرض على أعقابه ذات جاذبية قوية للأفراد المصابين بالسكري، لأنها تحفزهم على إجراء تغييرات كبيرة في نمط حياتهم"، وأضافت أن هذه الطريقة تعطي البنكرياس استراحة، وتخفض الدهون المخزونة في الجسم، وهذا بدوره يحسن إنتاج الأنسولين وفاعليته. فوائد الحمية وقالت المنظمة إنها تتطلع إلى رؤية النتائج في عام 2018، داعية في هذه الأثناء المصابين بالسكري من النوع الثاني إلى إتباع نظام غذائي صحي قليل السكر والدهون المشبعة والملح. وقال البرفيسور نويد ستار، أستاذ في جامعة غلاسكو البريطانية، إنه من المعروف الآن أن إحداث تغييرات جذرية في النظام الغذائي بتقليل السعرات الحرارية لبضعة أسابيع إلى بضعة أشهر يمكن أن يوقف مرض السكري لدى كثير من المصابين، ولكن المطلوب هو إيجاد طرق للحفاظ على انخفاض الوزن، وإبقاء المرض في "هدأة".