قدم 11 سجينا من نادي الموسيقى بسجن برج الرومي مساء أمس الخميس في فضاء الحصن الأندلسي بالمسرح الأثري ببنزرت، في إطار فعاليات الدورة 35 لمهرجان بنزرت الدولي، حفلا موسيقيا في بادرة هي الأولى من نوعها في فضاء مفتوح بعد العرض الذي قدموه داخل المدرسة الوطنية للسجون والإصلاح بالعاصمة يوم 10 ديسمبر 2016 بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان. وقد قدمت فرقة نادي الموسيقى بسجن الرومي المتكونة من 11 سجينا عرضا موسيقيا تضمن مختارات من الأغاني التراثية التونسية والشعبية والمالوف والأغاني الوطنية. ويذكر أن الحفل الذي تم الاعداد له منذ شهرين اقتصر حضوره على حاملي الدعوات من إطارات وأعوان المؤسسة الأمنية بالجهة والإدارة العامة للسجون والإصلاح فضلا عن ممثلي الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب والمنظمة الدولية لمناهضة التعذيب بتونس وعدد من وسائل الإعلام. وفي هذا السياق، بين سفيان مزغيش الناطق الرسمي للإدارة العامة للسجون والإصلاح أن هذه البادرة التي تنظمها الإدارة العامة للسجون والإصلاح بالتعاون مع المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب بتونس والهيئة المديرة لمهرجان بنزرت الدولي، تندرج في إطار التقليص من الفوارق بين ما يوجد في الفضاء المغلق وفي الفضاء المفتوح مشيرا إلى أن بطاقة الإيداع بالسجن القضائية تسلب السجين من حريته ولكن يمكنه التمتع بحقوقه الأخرى لا سيما منها الحق في الثقافة والإبداع الفني. كما أفاد أن سلطة الإشراف قامت بالتنسيق مع المنظومة القضائية بإحداث ستة مكاتب مصاحبة تعمل على تفعيل العقوبات البديلة الغير سالبة للحرية على غرار العمل لفائدة المصلحة العامة ملاحظا أن مشروع المكاتب المصاحبة يضم أعوانا أكفاء من إدارة السجون والإصلاح في مجال المتابعة النفسية والإجتماعية والقانونية، ومن بين هذه المكاتب مكتب سوسة الذي تم تفعيله منذ ثلاث سنوات حيث وقع تأهيل حوالي 800 فرد من المحكوم عليهم كل سنة بتسخيرهم لخدمة المصلحة العامة كعقوبة بديلة وكتمهيد لإعادة إدماجهم في الحياة الإجتماعية. كما كشف عن مشروع تركيز مكاتب مصاحبة سيكون مقرها بالمحاكم الإبتدائية بكل من ولايات منوبة وبنزرت والقيروان وذلك في أواخر شهر جويلية 2018.