انتقلت حمى الانفصال و الاستقلال الذاتي الى الجزائر، رغم انها الدعوات قديمة غير انها تجددت مؤخرا بالتزامن مع ما يحدث في اسبانيا و مقاطعة كتالونيا، حيث تقدم زعيم منطقة القبائل بالجزائر المدعو فرحات مهني، بطلب الى منظمة الأممالمتحدة باستقلال "القابئل" عن الجزائر، ما يجعل فكرة الأقاليم المستقلة تحيا من جديد في عديد الدول العربية بشكل ينذر بانتقال مشروع تفتيت المنطقة العربية من سلاح حقوق الانسان الى الضرب بيد الفوضى التي تقودها الجماعات الإرهابية وصولا الى المرحلة الثالثة المتمثلة في المطالبة بالانفصال العلني. و وضع فرحات مهني، الرئيس المؤقت لحكومة منطقة القبائل، التي تطالب بالاستقلال عن الجزائر، الخميس طلبا رسميا بالأممالمتحدة بنيويورك، للمطالبة بتقرير مصير ما اسماه "دولة القبائل" الأمازيغية و انفصالها عن الجزائر، و نشر موقع إخباري أمازيغي شريط فيديو لمهني، بمقر الأممالمتحدة حاملا ملفا لمطلب الإنفصال، و هو ما اعتبره المحلل السياسي الجزائري، نبيل ولد علي، في تصريح ل"الجريدة"، محاولة من الانفصالي فرحات مهني، لركوب موجة الاحداث الحاصلة في اسبانيا مع مطالب كتالونيا بالاستقلال، بالإضافة الى استفتاء أكراد العراق، و تابع ان فرحات مهني يريد اثارة الطائفية في الجزائر لجلب اهتمام العالم الذي بدوره يسعى الى تحقيق مصالحه في تفتيت الدول العربية بعد نجاحه في تحقيق بعض من مشروعه عبر داعش و القاعدة. وقد وجد الانفصالي الجزائري فرحات مهني، دعم من بعض الجهات، حيث دعا الدبلوماسي المغربي عمر ربيع، عضو اللجنة الدائمة التي تمثل المغرب في الأممالمتحدة، الأسرة الدولية إلى مساعدة منطقة القبائل الجزائرية، للحصول على حق تقرير المصير والحكم الذاتي، في محاولة للضغط على الجزائر التي تدعم الصحراء الغربية، وقال ان الشعب القبائلي يجب أن يسمع وأن يحقق مطالبه، وعلى الأسرة الدولية أن تساعده في ذلك وترافقه في مشروعه السياسي في الحكم الذاتي والاستقلال. وذكرت مصادر جزائرية ل"الجريدة"، ان فرحات مهني تحدث عن نيته في تأسيس مقاطعة فرنسية، لا علاقة لها بالجزائر من حيث الهوية او اللغة، مشيرة الى ان مهني معروف بعلاقاته القوية مع فرنسا و المغرب و إسرائيل، و هو يتنقل بين هذه الدول التي تدعمه بقوة. وأوضح المحلل نبيل ولد علي، ان الانفصالي فرحات مهني، اغتنم الفرصة مع حمى الانفصال ودعوات الانقسام التي تجتاح عدة دول، كإقليم كردستان بالعراق وإقليم كاتالونيا بإسبانيا، وإقليم أمبازونيا بالكاميرون في الآونة الأخيرة، لتحقيق حلم "دولة القبائل"، مبرزا ان الاسناد الذي يلقاه من اطراف عديدة معادية للجزائر شجعه على التحرك رغم المعارضة التي تواجهه من طرف الطبقة السياسية في الجزائر و كذا المجتمع المدني، بما فيه سكان منطقة القبائل الرافضين للانقسام و كل محاولات فصلهم عن الجزائر. من جانبها، اشارت السياسية نعيمة صالحي، رئيسة حزب العدل والبيان، عبر صفحتها على الفايسبوك، الى ان فرحات مهني يغرد خارج السرب، و اعتبرته عميل للصهيونية العالمية، ووصفته ب"الأرعن" و"الجاهل"، داعية السلطات إلى التحرك واعتقاله بتهمة الجوسسة والخيانة العظمى للوطن. وقالت ان فرحات مهني جاهل أرعن عميل للصهيونية العالمية، و انه على السلطات التحرك واعتقاله بسرعة بتهمة الجوسسة والخيانة العظمى للوطن، بعد ان قدم طلب استقلال القبائل، جاهلا أن الجزائر كلها هي بلاد الأمازيغ، و خلصت الى القول ان هذا الجاهل بأصول و تاريخ الجزائر و عميل أعدائها يجهل كل الجهل أن الشعب الجزائري جله أمازيغي حر و الأمازيغ الأحرار لا يقبلون بالخونة رؤساء لأوطانهم. و في ذات السياق، استبق وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، تطور الاحداث، و انتقل الى ولاية غرداية التي عاشت عديد الصدامات و المواجهات الطائفية، بين المالكيين و الميزابيين و بوصف واضح بين السنة و الاباضيين، ليجدد التأكيد على أن المصالحة الوطنية التي بادر بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، احتضنها الشعب الجزائري وأصبحت اليوم قيمة إنسانية ذات بعد عالمي و قدوة لكل دول العالم التي تريد السلم والاستقرار، ووجه تحية تقدير وعرفان للجيش وباقي أسلاك الأمن على ما تقوم به من مجهودات في الحفاظ على الأمن وحماية الحدود، معتبرا أن الدفاع عن الحدود الوطنية وحمايتها يعني الدفاع عن شهداء الثورة التحريرية وشهداء الواجب الوطني خلال مرحلة المأساة الوطنية، و نوه بوقوف سكان غرداية في وجه بعض النوايا التي أرادت المساس بالأمن والاستقرار في مدن لها دلالات سوسيولوجية وتاريخية. وتعرف منطقة غرداية، مواجهات عنيفة تصل حد حرق الممتلكات والقتل، بين سكانها العرب والامازيغ، بسبب النعرات الطائفية التي تخطط لها جهات خارجية وتنفذها ايادي داخلية، لاثارة مشروع الاستقلال الذاتي او الانفصال، وكانت من قبل مضرب المثل في التعايش السلمي، على اعتبار ان الولاية يقطنها غالبية من الأمازيغ الإباضيين وأقلية متوسطة من العرب السنة، و يشير مراقبون الى ان انفجار الوضع في الجزائر خاصة عندما يتعلق بالطائفية او المذهبية، و بصورة مفاجئة وقوية، وراءه أياد خفية عازمة على زعزعة استقرار أمن الجزائر، و تهديد الوحدة الوطنية.