تعيش السلطة في الجزائر على فوهة بركان، بعد ان تزعزعت منطقة القبائل، و انتفض الشارع في مظاهرات و مسيرات تحولت الى مواجهات في بعض الجهات، بلغت حد توقيف الدراسة و غلق المؤسسات التربوية و الجامعية، و ما زاد من تخوف السلطات تحرك زعيم حركة انفصال القبائل بالدعوة الى مواصلة العصيان الى غاية ما اسماه " تحرير القبائل من الاحتلال الجزائري". و أغلقت المؤسسات التربوية والجامعية بمنطقة القبائل بالجزائر، وعلقت الدراسة إلى موعد غير محدد، بعد مسيرات ومظاهرات واسعة مست مناطق عديدة من الجزائر و المعروفة بانتمائها للقبائل او الامازيغ، و تطورت الامور الى اشتباكات و مواجهات مع رجال الامن، و اعمال شغب و تخريب للممتلكات، ادت الى تسجيل عديد الاصابات، وضع دفع السلطات الجزائرية الى اعلان حالة طوارئ بعد ان تحول الاحتجاج من المطالبة بالامازيغية كلغة رسمية الى التنديد بالممارسات العنصرية من قبل النظام، و هو الامر الذي استنفر الطبقة السياسية و السلطة. و حسب ما ذكرت مصادر امنية رفيعة في تصريحات ل"الجريدة"، فان حركة انفصال القبائل تقف وراء انتشار الفوضى، و ان الامر تم نسج خيوطه في باريس عشية زيارة رئيس الوزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى فرنسا، حيث تم عقد عدة لقاءات بين قيادات حركة انفصال القبائل، مع شخصيات اسرائيلية و فرنسية، و من منظمات دولية معروفة بعدائها للجزائر، بحضور زعيم الحركة فرحات مهني و ايضا القيادي الاخر يدعى رشيد حيتوت، الذي دعا خلال الاجتماعات الى ضرورة انطلاق القبائل في عملية انتخاب برلمان لجمهورية القبائل فورا، و بدء إجراءات الاستقلال عن الجزائر، مضيفا ان زعيم الحركة فرحات مهني سخر عدد من المختصين بالتعاون مع جهات فرنسية و اسرائيلة، من اجل الشروع في معركة مواقع التواصل الاجتماعي، لتنفيذ المخطط، و هو ما رصدته المصالح الامنية الجزائرية عبر صفحة " نحو تحرير جمهورية القبائل من الاحتلال الجزائري"، التي تقوم بنشر اخبار كاذبة عما يحصل في منطقة القبائل وزرع الفتنة بين الامازيغ و العرب و العمل على توسيع دائرة الفوضى الى منطقة ميزاب. " البويرة تعيش في الحرب و النظام الجزائري يتعامل مع القبايل المحتلة مثل غرداية عندما أشعل حرب بين الأمازيغ الميزاب و عرب الشعانبة، لكن القبايل ستكون مقبرة لأي مجرم أو إرهابي"،"حكومة المنفى لجمهورية القبائل المحتلة تحذر من حصار قوي تتعرض له مدينة البويرة، بعد ان فرض الاحتلال الجزائري حظر للتجوال و حملة اعتقالات واسعة، ما يحدث في البويرة هو جريمة ضد الإنسانية"، "النظام الجزائري يوظف مرتزقة في مواقع التواصل الاجتماعي"، "حرب إبادة جماعية ضد امازيغ القبائل وسط تعتيم اعلامي دولي غير مبرر"، "من يعتقد أن القبائل ستكون غرداية ثانية فهو واهم، القبائل أرض الأحرار و اي مغامرة غير محسوبة ستؤدي إلى إحراق الجزائر كلها"، "النظام الجزائري و المستوطنين الجزائريين الارهابيين يقتلون اخوانكم امازيغ القبائل، يجب ان تأتي القنوات الفضائية العالمية إلى القبائل المحتلة.. البويرة تحترق يا عالم"، هذه بعض ما تروجه مواقع التواصل الاجتماعي منذ يومين، بطلب من حركة انفصال القبائل التي عقدت صفقة كبيرة عشية زيارة بنيامين نتانياهو الى بايس، من اجل احراق الجزائر و نقل الفوضى من الشرق الاوسط الى شمال افريقيا وفق مخطط ما بعد داعش. وتحولت المسألة إلى قضية رأي عام بالنسبة للجزائريين و مسألة امنية تهدد الوحدة الوطنية بالنسبة للسلطة في الجزائر، بعد انتقلت الاحتجاجات من الشوارع إلى مبنى البرلمان أين تصاعد النقاش بين الأحزاب الموالية للسلطة والمعارضة، خاصة في ظل الامتعاض الذي بات يبديه سكان المنطقة.