أدت لافتة رفعت بإحدى ملاعب كرة القدم بالجزائر الى خلق ازمة بين الجزائروالرياض، بعد ان اعتبرها سفير المملكة السعودية إهانة للملك سلمان والشعب السعودي، وهدد بالرد، وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع اللافتة التي حملت صورة لوجه نصف ترامب والنصف الاخر لسلمان، بجانب القدس، وبلغت التعليقات حد تبادل الشتائم والاتهامات بالخيانة بين السعوديين والجزائريين. تتجه العلاقات الجزائرية السعودية نحو التأزم ظاهريا، بعد رفع مشجعين جزائريين للافتة كبيرة في احدى ملاعب كرة القدم بمناسبة مقابلة محلية، في إطار احتجاجات على اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل، و هو ما اعتبرته الرياض إهانة للملك سلمان بن عبد العزيز وللشعب السعودي، حيث خرج السفير السعودي بالجزائر سامي بن عبد الله الصالح، عن صمته وهدد بالرد على تصرف الجزائريين، و ان المملكة لن تبقي مكتوفة الايدي ازاء هذه الخطوة، وعلق انه "جار التأكد من ذلك، وسنقوم بما يجب" و تابع ان "هذا واجبنا، ولا خير فينا إن لم نقم به"، حسب ما نقلته عنه صحيفة "سبق" السعودية. رسميا، وبالمقابل شرع ابتداء من يوم أمس ، رئيس مجلس الشورى السعودي، عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، في زيارة إلى الجزائر تدوم أربعة أيام، يبحث خلالها جزئيات العلاقة الثنائية بين البلدين، وفق بيان لمجلس الامة الجزائري، الذي أوضح أن زيارة المسؤول السعودي إلى الجزائر، تأتي بدعوة من رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، و ستكون مناسبة يلتقي خلالها مع عديد المسؤولين في البرلمان والحكومة، حيث سيتم التطرق الى ملفات شائكة على غرار قضايا الإرهاب والتقارب مع إيران وأزمات اليمن ولبنان وسوريا، و سيضاف اليها الملف الحدث، و المتمثل في اللافتة المرفوعة بملاعب الجزائر. كما تم اصدر قرار من السلطات الجزائرية بإغلاق الملعب الذي شهد الحادثة بشرق البلاد، و افاد مصدر حكومي جزائري ل"الجريدة"، ان السفير السعودي قدم احتاجا لدى السلطات الجزائرية، و طلب توضيحات بخصوص الحادثة. و ما يكشف عن تصدع العلاقات بين الجزائر و الرياض، هي الاختلافات الكبيرة بين البلدين فيما يتعلق بقضايا و احداث تعرفها المنطقة العربية، كملفات اليمن و سوريا و ليبيا، التي تتخذ بشأنها الجزائر مواقف محددة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و أيضا عدم مشاركته في التحالف العربي، و مؤخرا قضية اعلان دونالد ترامب القدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي، بدليل ان الجزائر اوفدت ممثل لها في اجتماع وزراء الخارجية بالجامعة العربية دعت اليه الرياض و المخصص لمناقشة التدخل الإيراني في المنطقة العربية، حيث غاب الوزير الجزائري عبد القادر مساهل، و هو ما اغضب الرياض، وقبلها امتنعت الجزائر عن التصويت لصالح مقترح تقدمت به السعودية على مستوى اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة ما وصفته انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، بالمقابل اختارت الرياض في خطوة اعتبرتها استفزازية، الانخراط في مشروع فرنسي لمكافحة الإرهاب بالقرب من الحدود الجزائرية، و بالضبط في منطقة الساحل، حيث أشار وزير خارجية السعودية عادل الجبير، إلى أن الانخراط في منطقة الساحل من جانب تحالف عسكري إسلامي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه وسيلة للتصدي لهيمنة إيران المتزايدة.