لم يكن من الصعب على كل من حضر المظاهرة الحاشدة اليوم في شارع الحبيب بورقيبة أن يلاحظ تواجد كثيفا وغير مبرر لميليشيات مسلحة بعصي وهراوات تساند قوات الأمن في قمع المظاهرات والاعتداء على المتظاهرين بالهروات وقذفهم بكل أنواع السب والشتم. و حسب ما عاينه مراسلنا فقد تعمد بعض الملتحين كانوا يقفون قرب احدى سيارات الشرطة في شارع الحبيب بورقيبة اطلاق القنابل المسيلة للدموع وسط حشد من المتظاهرين كانوا يقفون مع أعوان الشرطة الذين فوجئوا بدورهم بهذه القنابل وحاول عدد منهم الفرار الى منطقة آمنة شأنهم شأن المواطنين الذين كانوا يصرخون وهم يبحثون عن ملجأ يحتمون به. هذه الممارسات تذركنا بممارسات بوليس بن علي حيث تقوم فرق خاصة بمتابعة المتظاهرين وخاصة وجوه المعارضة والتي كانت تسمى أنذاك "الصبابة" حيث تقوم بالوشاية عن كل تحركات المعارضين وترفع تقارير تساعد الأمن على تتبع المتظاهرين. من جهة أخرى وفي خرق صريح لمبدأ الفصل بين الدولة والحزب لاحظ مراسلنا تواجدا أمنيا كثيفا لقوات الأمن أمام المقر المركزي لحركة النهضة بمونبليزير وتبادل الأدوار بينه وبين ميليشيات الحركة في حراسة المقر. هذه الممارسات التي خلنا لوهلة أنها انتهت بعد ثورة 14 جانفي يبدو انها ستتكرر بأسلوب أخر في "قطع صريح مع الماضي" !!