تحدثت صحيفة الشرق الأوسط السعودية اليوم الأحد 22 سبتمبر 2019 عن رحيل الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الذي وري الثرى يوم أمس السبت بمقبرة البقيع (التي تأوي جثامين 10 آلاف صحابي جليل من صحابة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم). بن علي الذي حكم تونس طيلة 23 سنة، لم يشيعه سوى بضعة أفراد من بينهم صهره سليم شيبوب وابنه محمد زين العابدين بن علي ولم يصدر قادة العالم برقيات تعازي إلا تلك التي أرسلها وزير الخارجية الاسباني الأسبق أراغونيس الذي وصف بن علي بالرجل الاستنائي وصاحب الرؤية الثاقبة، في الوقت الذي بادرت فيه السلطات السعودية بتخصيص طائرات خاصة لنقل المشيعين من جدة إلى مكةالمكرمة، حتى الاعلام الخليجي اكتفى بالإشارة إلى الوفاة في شكل أخبار مقتضبة في الصفحات الداخلية للجرائد ودون اهتمام مفرط. كما حرم عدد من أقاربه من حضور مراسم الدفن نظرا لتحجير السفر الصادر من طرف السلطات القضائية، ما أعاد إلى الأذهان كيف حرم بعض معارضيه من توديع ذويهم بعد أن هاجروا من تونس هربا من بطش بوليسه الذي ارتكب أكبر الفظاعات ضد حقوق الانسان، وقام بالهجوم على المنازل في الهزيع الأخير من الليل للقبض على من تجرأ على معارضة النظام النوفمبري. المفارقة أيضا أن وفاة بن علي حجبها اهتمام الرأي بالاستحقاق الانتخابي وتشكيل المشهد السياسي الجديد الذي اصطبغ في عهده باللون البنفسجي إذ هيمن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل المدعوم بأحزاب ''الكاكاوية'' كما كان يصفها المرحوم طارق المكي.