بعد مطاردة استمرت أكثر من عشرين عاما، لقى زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك درودكال حتفه في عملية عسكرية بدولة مالي. وحسب ما اكدته وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، في تغريدة، فاٍنه تم قتل درودكال، في عملية فرنسية شمال مالي، بالإضافة إلى عدد من قيادات ما يسم ب"تنظيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" . وأوضحت فلورنس بارلي في مجموعة تغريدات على موقع "تويتر"، أن القوات الفرنسية قتلت زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، وعدد من أقرب معاونيه بعملية، في شمالي مالي، مضيفة " أهنئ وأشكر جميع الذين مكنوا ونفذوا هذه العمليات الجريئة التي تضرب بشدة هذه الجماعات الإرهابية". وأضافت "ستواصل قواتنا، بالتعاون مع شركائها في منطقة الساحل الخمس، في تتبع هذه الجماعات بلا هوادة". وتابعت بالقول "كما ستتواصل العمليات ضد داعش في الصحراء الكبرى، بوصفه التهديد الإرهابي الرئيسي الآخر في المنطقة"، مشيرة إلى أنه "في 19 ماي، ألقت القوات المسلحة الفرنسية القبض على محمد المرابط، المخضرم الجهادي في الساحل وعضو مهم في التنظيمات الإرهابية". وعبد المالك درودكال والذي يعرف تنظيميا باسم " أبو مصعب عبد الودود"، هو مسؤول تنظيم ما يعرف ب "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، والذي اتخذ من أراضي دولة مالي ملجأ له خلال السنوات الأخيرة. وولد درودكال في سنة 1970 بالبليدة (وسط الجزائر)، وهو حاصل على شهادة البكالوريا شعبة الرياضيات. درس في جامعة البليدة فرع التكنولوجيا بين 1990 إلى 1993، لكنه سرعان ما غادرها والتحق بالجماعات المسلحة سنة 1993، وتخصص في صناعة المتفجرات، بالنظر لتخصصه العلمي. وانتمى درودكال لكتيبة "جند الأهوال" الإرهابية، التي كانت تنشط شرقي العاصمة الجزائرية، حيث أشرف على "ورشات" صناعة المتفجرات. وفي عام 2001، صار قياديا في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" وعُيّن على رأس ما يسمى المنطقة الثانية بالعاصمة. بات درودكال أميرا للجماعة السلفية للدعوة والقتال سنة 2004 خلفا لأبي إبراهيم مصطفى، الذي قتل في عملية أمنية للجيش الجزائري. وشهدت فترته عمليات تفجير استهدفت قوات الجيش والدرك، ولم يلبث درودكال حتى غير تسمية تنظيمه في 2007 إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بعد مبايعته التنظيم الإرهابي الدولي. وفي ديسمبر من نفس العام، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية، وجمدت أصول عبد المالك دروكدال بموجب الأمر التنفيذي 13224. كما حكمت العدالة الجزائرية على درودكال بالإعدام مرات عديدة، آخرها في عام 2017، بتهم الإرهاب. كما وضع مجلس الأمن الدولي درودكال في قائمة المتطرفين المنتمين ل"القاعدة"، وأدرجته الولاياتالمتحدة الأميركية سنة 2011 ضمن "أهم قيادات تنظيم القاعدة المطلوبين" في العالم.