الجريدة: متابعة أوردت صحيفة "العرب" اللندنية أن تسريبات تفيد بأنه من المرجح أن يكون محمد فريخة رجل الأعمال ورئيس المدير العام لشركة "سيفاكس أيرلاينز′′ هو مرشح النهضة التوافقي. وقد برّر قياديّو النهضة قرار خوض الانتخابات بمرشّح توافقي، بأن حزبهم لا يرغب في احتكار السلطة التنفيذية، وإنما يرغب في تقاسمها مع جميع القوى السياسية الفاعلة في البلاد،ولكن في الواقع، تعوّل حركة النهضة على الفوز في الانتخابات التشريعية للتمكّن من البرلمان، ولا ضرّ لها في أن يكون رئيس الجمهورية من غير أبنائها، خاصّة وإن كانت صلاحياته محدودة مثل الرئيس المؤقت الحالي. وتعمل النهضة منذ إطلاقها لمبادرة المرشّح التوافقي على حشد أكبر عدد ممكن من الأحزاب خلف مبادرتها وذلك من أجل تحييد القوى السياسية المؤثرة على الساحة وتجنب عدائها، فالنهضة تبحث عن خوض حملتها الانتخابية التشريعية بعيدا عن الانتقادات والحملات المضادة لها. وأكد مراقبون أن حركة النهضة غير قادرة في حقيقة الأمر على تقديم مرشّح مقنع له شعبية للرأي العام باعتبار الخلافات الداخلية التي تعاني منها واستقالة أمينها العام حمادي الجبالي من منصبه بعد أن كان مرشّحها الأوّل، إضافة إلى علي العريض الذي حال فشله في قيادة وزارة الداخلية أوّلا وفي رئاسة الحكومة ثانيا من أن يكون مرشّحا جديّا للانتخابات الرئاسية. ويرى متابعون للشأن التونسي أنّ حسابات حركة النهضة مدروسة بخصوص الانتخابات القادمة وأنها تسعى إلى مراعاة مصالحها الحزبية للحفاظ على موقعها القيادي في الحكم دون أن تدخل في خلافات حادّة ومواجهة مباشرة مع باقي الأحزاب، واختارت الحركة ألاّ تكون في الواجهة، وذلك بإعلانها عن خوض الانتخابات الرئاسية بمرشح توافقي، وهو ما يفسّره محلّلون بأنها تحاول قدر الإمكان تجنّب تكرار السيناريو المصريّ، حيث أخفق الإخوان في حصد إجماع شعبيّ حول تصورّاتهم ورؤاهم السياسية ذات المرجعية الدينية.