قد يتوقع وليد البناني نائب راشد الغنوشي في حركة النهضة أن الحركة في طريقها للفوز في الإنتخابات القادمة بالأغلبية الساحقة الأمر الذي دعاه الى القول أنها سترشح نهضاوي في منصب رئاسة الجمهورية ولن نلومه على ذلك فهو متقيد بما يتوفر له من معطيات ، ولن نلوم وزير الخارجية عبد السلام بوشلاكة الذي صرح مرارا أن الحكومة التي تقودها النهضة هي الأقوى في تاريخ تونس فهو الآخر لديه معطياته التي جمعها من الجغرافيا والتاريخ... كذلك الشأن لحمادي الجبالي الذي تسائل ذات مرة عن حكومته وهل هي قادرة على محاسبة المسؤولين عن انقطاع الكهرباء والماء في عدد من الولايات ولن نلومه على ذلك فهو الذي اختار مستشارين تلوثت أيديهم بحقبة الرئيس المخلوع ونظامه وهو الذي غض النظر عن تسليم بن علي خلال زيارته للسعودية ... ونفس الأمر للمستشار السياسي الأول لحكومته لطفي زيتون الذي يكاد ينفجر غضبا حينما يتعلق الأمر بالإعلام وهو منظر بإمتياز يتقن فن التآمر بدليل أن كل الأخطاء التي ترتكبها حركة النهضة المتسبب فيها أزلام النظام البائد وقوى اليسار والمعارضة ولا نستغرب ان يخرج علينا ذات يوم ليقول ان الشعب التونسي يتآمر على حركة النهضة فهو الذي خرج وطالب بالقائمة السوداء للإعلاميين متناسيا أن وزارة الداخلية لصديقه علي العريض الأقرب لمده بذلك ... ونصل الى سمير ديلو الذي ورث فن المغالطة أو بالأحرى فن الكذب والتفنيد ولا نستغرب أن يقول لنا ذات يوم هو الآخر ان الثورة اشاعة فهو الآخر منتشي بالمنصبين اللذين يشغلهما وزير لحقوق الإنسان وناطق بإسم الحكومة ولا ندري كيف أسندت له حقيبة حقوق الإنسان فمنذ اليوم الأول فك احتجاج أهالي جرحى الثورة والشهداء بهروات الأمن ولم يستثن لا كبير ولا صغير يومها ... وهنا لا بد من اقحام علي العريض الذي والحق يقال قام بتطهير الداخلية من اطاراتها ويحل محلهم أتباع الحركة ليختمها ببحر من الدموع أثناء جلسة المسائلة في التأسيسي بعد أن قدم درسا في فنون الضرب المبرح والإعتداء بالعنف الشديد على المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة وفي المقابل تقديم فسحة مجانية للسلفيين المتشددين بإستباحة دم المواطنين دون ردعهم فهو صديق حميم لأبو عياض الذي قال ذات مرة على قناة حنبعل أن لديه مصادر ذات وزن وثقل في وزارة الداخلية تزوده بالمعلومات وتحرص على سلامته... !! ولا داعي للخوض في مزايا راشد الغنوسي رئيس الحركة الذي أصبح يصول ويجول من مكان الى آخر ولما لا فصهره مكنه من جواز سفر ديبلوماسي على أعلى مستوى وفتح له القاعة الشرفية بمطار قرطاج وزوده بقاعات خاصة لإستقبال رؤساء الدول حال وصولهم الى تونس فالمرزوقي ليس لديه الوقت لهذه البرتوكولات فهو القلب الرقيق الذي تجيز له الصلاحيات بإطلاق سراح ''الكنالوات'' والمكوث مع الأطفال يسرد لهم تاريخه النضالي ليتحول من سجين رأي الى سجين قرطاج آخر من يعلم بما يحصل في البلاد وفق تصريحات مستشاره الإعلامي المستقيل من مهامه ايوب المسعودي. هؤلاء جميعهم متأكدون من فوز الحركة في الإنتخابات المقبلة فهم يمهدون لذلك خلال المؤتمر الأخير للحركة الذي بلغت مصاريفه أكثر من مليارين من مليماتنا وسط حالة من الإحتقان تسود ولايات الجمهورية جراء انقطاع الكهرباء والماء ليخرج رئيس الحكومة على الملأ وهو يغادر قاعة المؤتمر ليقول أين الحكومة من كل ذلك... !! سوء في التسيير ونقص في الخبرة وتذبذب في المواقف وتصريحات سخيفة هي ملخص فترة حكم النهضة في تونس منذ فوزها في الإنتخابات الأخيرة فهي ظنت أنها حشدت فعلا أنصارها ليقدموا لها هذا الفوز لكن الحقيقة المرة أن الشعب بكل أطيافه قدم لها صوته دون حتى أن يطلع على برنامجها ايمانا منه أنها ستعمل على تطهير تونس شبرا شبرا من مخلفات النظام البائد وتسعى الى وضع استراتيجية واضحة المعالم للخروج بتونس من عنق الزجاجة الا انه اكتشف والآوان لم يفت بعد(نسبة لهزيمتها في الإنتخابات المقبلة نظام برلماني أو مزدوج) أنها تحالفت مع أزلام المخلوع وقدمت لهم الحماية القضائية و طلبت منهم نصيحتهم ومشورتهم التي تسببت في انهيار نظام المخلوع وانهيار تونس على كل الأصعدة... ولا خير في حزب تحالف مع قوى الردة همه الوحيد السلطة والمال أما الشعب فهو آخر من يهتم به .