المفاجأة الكبرى بل والمذهلة التي أفرزتها انتخابات المجلس الوطني التأسيسي هي بلا شك النتائج التي حققتها قائمة العريضة برئاسة الهاشمي الحمادي.... ودون الدخول في تفاصيل تاريخ الهاشمي الحامدي وبهلوانيّاته "السياسية" فإن الذهول الذي ولده نجاح هذه القائمة وحصولها على أصوات لم يتصور أي متابع لمجريات الأمور أنها ستحصل سرعان ما تجلى. فقد انكشف سر هذه القائمة بسرعة وأجمع كل الملاحظين أن نجاحها أثبت حقيقيين لا مفر من الاقرار بهما. أما الأولى فتتمثل في كون الهاشمي الحمادي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هو الرأس المدبر الذي خطط ونفذ ليتحقق هذا النجاح والحقيقة الثانية هي أن التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل لم يمت وتبعا لذلك فإن ذيول النظام البائد وأمواله ما تزال فاعلة. إن الآلة أو "الماكينة" الدقيقة التي تحركت مع قائمة الهاشمي الحامدي والتخطيط وطريقة التنفيذ على "أرض المعركة" السياسية إضافة إلى القناة الأجنبية التي يملكها الهاشمي الحامدي والتي واصلت الدعاية لقائمته حتى بعد انتهاء الحملة الانتخابية وطنيا يقف ورائهما رأس مدبر أو رؤوس مدبرة عرفت كيف تستغل كل جزئية لم يتفطن لها الآخرون وربما سيكون هذا الشخص أو هؤلاء الأشخاص هم المستفيدون "بوضع" جماعة الحامدي داخل المجلس الوطني التأسيسي واستغلاله بطبيعة الحال لتمرير ماهو مفيد بالنسبة إليهم. وما ببعث على الاستغراب حقا في هذه الناحية أن اللجنة العليا المستقلة للانتخابات كان باستطاعتها طرح المسألة من الناحية القانونية من أول وهلة بالتدخل في الإبان بالتنبيه في مرحلة أولى أو اتخاذ الإجراءات اللازمة التي كان يمكن بمقتضاها اسقاط هذه القائمة التي استغلت قناة أجنبية للقيام بحملة انتخابية غير قانونية وقد استفادت قائمة الهاشمي الحامدي أيما استفادة من هذا الخطإ الذي ارتكبته اللجنة. ختاما إن من وقف أو من وقفوا وراء نجاح قائمة العريضة مجهولون حاليا فإن الأيام القادمة ستكشف عنهم من خلال تعاطي هذه القائمة في المجلس الوطني التأسيسي. الخبير