وهل أن كمال مرجان سيضع الأحزاب المحسوبة على التجمع والدستوريين تحت مضلته؟... يعلم الجميع أن الاستحقاق الانتخابي الأول ببلادنا بعد ثورة الكرامة والتحدي أفرز نتائج جاءت بعد عمل مضن في إطار شفاف بشهادة حتى المرافقين الأجانب الذين واكبوا الانتخابات بجل المكاتب بالولايات التونسية رغم بعض الاعتراضات المستمدة من روح الديمقراطية الصرفة .وقد أبهرت بلادنا العالم بما تحقق سواء من خلال الحضور المكثف للمنتخبين الذين وصل إلى حدود 80% أو من خلال ما كشفته النتائج الرسمية الأولية من نجاح بارز لحزب حركة النهضة الذي توفق أصحابه في إقناع جل المنتخبين ببرامج رائدة تستمد قوتها من خدمة الطبقات الضعيفة والمتوسطة التي هي سيّدة المجتمع التونسي. وهذا العمل الذكي والمدروس أنتج لنيل 90 مقعدا من جملة 217 مقعدا بالمجلس التأسيسي أي أكثر بقليل من 40% مما أهل هذا الحزب الذي نال الأغلبية الساحقة بالمجلس ...أما بقية الأحزاب فتراوحت بين أكثر من 13 % حتى أعلى من الصفر بقليل وقد طرح سؤال بعد أن فشلت جل القائمات المحسوبة على التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل وما شابهها باستثناء قائمة حزب المبادرة الذي أسسه الوزير السابق والشخصية العالمية بالمنتظم الأممي السيد كمال مرجان بخمسة مقاعد كلها اقتلعها بجهة الساحل بحساب مقعدين بسوسة ومقعدين بالمنستير ومقعد بالمهدية رغم التشويش الذي حدث خلال بعض الاجتماعات بهذه الولايات في أجواء الحملة الانتخابية .. السؤال الذي قلنا انه بقي مطروحا هو لماذا تحصل حزب المبادرة على مقاعده بالساحل ولم يتحصل على أي مقعد بباقي الجمهورية رغم مشاركته في 19 قائمة داخل البلاد في 19 ولاية وقائمة خارج الوطن بباريس كما سجّل الحزب الدستوري الجديد الذي يتزعمه السيد أحمد منصور على مقعد واحد ... بعد كل هذا نعود لنطرح السؤال بإلحاح هل أن التجمعيين والدستوريين في هذه الفترة بعد الخسارة التي منيوا بها في انتخابات المجلس التأسيسي فإن ذلك يعود بالأساس إلى تشتتهم وبعثرة الأصوات في عديد الأحزاب ذات مرجعية دستورية؟ وهل أنهم في ولايات الساحل الثلاث المذكورة آنفا تكتلوا تحت لواء المبادرة فنالوا 5 مقاعد وربما يعود الفضل للشخصية أصيل حمام سوسة...فهل يأخذ هؤلاء درسا مفيدا للتموقع تحت مظلة حزب المبادرة في المواعيد الانتخابية القادمة خاصة وقد أثبت السيد كمال مرجان حنكة في التسيير والوصول لتحقيق نتائج ولو بالساحل فقط بأقل المصاريف ودون هالة إعلامية ... وباتصالنا بأوساط قريبة من المبادرة تأكدنا أنه لا توجد نية لدى السيد كمال مرجان وجماعته لاستقطاب أحزاب ذات مرجعية دستورية والسعي إلى التحالفات في المناسبات القادمة لأن القواعد الشعبية أصبحت نادرة وقليلة في هذه الأحزاب الصغيرة واكتشفنا بالملموس أن المنخرطين في التجمع كانوا بمثابة الغطاء لا الانتماء . مرشد السماوي