يبدو أن قلة الانتباه و الأخطاء المطبعية لم يعد الشعب التونسي يتجاهلها و يمررها بسهولة فقد أصبح هذا الشعب واعيا ؛حذرا ؛مستعدا للتمرد... و الثورة في كل الأوقات.القناة الوطنية وكعادتها تملئ بعض الفراغات باغان وطنية و برامج وثائقية و أشرطة مدبلجة هاهي اليوم تقع في خطا كلفها الكثير و جعلها مصدر سخرية و نقد متواصل من كل الشرائح المجتمعية و خاصة مستعملي الفايس بوك الذين هم أول من تفطنوا لهذا الخطأ و ضخموه و انطلقوا في حملات تنديدية على القناة الوطنية. تمرير أغنية للفنان المخضرم الشعبي الصوفي فوزي بن قمرة كان أمرا عاديا في خضم أجواء عيد الأضحى و حاجة التونسي الاستماع إلى الأغاني الدينية و الإنشادية و لكن المزعج في الأمر هي تلك النهاية المبتذلة التي تروق لبعض الفنانين و يجبر عليها البعض الآخر و هي تخصيص مساحة غنائية للدعاء إلى بن علي أو مناشدته أو التذكير بانجازاته الخيالية و سلسلة من "التبندير"مسبق الدفع. هذه الهفوة الإعلامية التي مررها تقنيو القناة الوطنية1 لم تمر بسلام و وقف حدها الشارع التونسي و اتهم القناة بالحنين الى بن علي و التخطيط لتمرير هذا المقطع من اجل نوايا خفية تؤكد استمرار زبانية بن علي في قلب المنظومة الإعلامية التي لم تستطع إلى حد اليوم الخروج و الانعتاق من الديكتاتورية الفكرية التي أنشأها بن علي في الإعلام التونسي. مستعملو الفايس بوك لم يرضيهم موقف المدير العام للتلفزة الوطنية التونسية مختار الرصاع الذي استهجن هذه الهفوة الإعلامية و تأكيد التزامه الشخصي بمحاسبة مقترفي ها الخطأ الشنيع. كما لم يرضيهم موقف مدير القناة الوطنية التونسية الأولى السيد الصادق بوعبان الذي ندد بهذه الهفوة غير المقبولة و اكد انه يوجود تسيب داخل المؤسسة و ان فيروس بن علي و التجمع مازال موجودا و يصعب محوه بسهولة و التزم بمعاقبة مقترفي الخطأ حتى نضمن ان لا تتكرر مثل هذه الأخطاء و غيرها. رغم كل هذه الاعتذارات و بعض القرارات الجزائية التي اتخذتها إدارة التلفزة التونسية إلا أن مستعملو المواقع الاجتماعية و غيرهم لم يخمدوا هذه النار و واصلوا احتقان الشارع و اعتبروا أن هذا الخطأ هو تعد على الثورة التونسية و تعد على الشعب التونسي بأكامله و أنها أخطاء مقصودة تختبئ وراءها رسائل سياسية تستهدف التونسيين بدرجة أولى.