في خضم الأحداث التي تشهدها المؤسسات التربوية في كليات وجامعات وآخرها ما حدث في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة والتي اعتبرت... سابقة خطيرة وحادثا خارجا عن المألوف وعن كل الاضطرابات التي حصلت سابقا بكل الجامعات فقد نددت كل مكونات المجتمع المدني وكل الأحزاب المعترف بها تقريبا لما قام به الشبان الذين يعدون على أصابع اليد من الذين دخلوا دون استئذان وهم من الشبان الملتحين بعضهم لا ينتمي لهذه الكلية ومنهم من لم يصل بعد إلى المستوى الجامعي واعتبر دخيلا على المؤسسة وقد صال وجال هؤلاء في حرم الجامعة وأدخلوا الهلع في قلوب الطلبة وأربكوا الإدارة وطالت الاعتداءات البدنية واللفظية حتى عميد الجامعة. وأصل الحكاية كلها قيل أنهم أي الذين هجموا على الكلية واعتصموا بها وجلس معهم الحراس للبقاء فترة يعرفونها هم أنهم يدافعون على طلبات منقبات رخصت إدارة الجامعة مشاركتهن في إجراء الامتحانات والتجول داخل حرم الجامعة والمشاركة في الدروس إلا بعد التثبت من هويتهن بكل احترام ودون تعد على حرمتهن في اللباس..لكن ما حدث من تصرفات شبان تزعموا الدفاع عن المنقبات الثلاث فتح المجال واسعا لتساؤلات والمطالبة باستفسارات عن الهدف من هذه التحركات ومن ورائها وهل أن السبب الحقيقي هو منع المنقبات من الدخول لقاعات التدريس والمشاركة في الامتحانات هو بيت القصيد أم أن هناك من له غاية في خلق اجواء غير عادية بالمؤسسات التربوية أيام الامتحانات وفي فترة فراغ سياسيي وترقب لدى كل الاوساط الاجتماعية بما سيأتيهم من اخبار من قصر باردو من المجلس التأسيسي أين تطبح القرارات الجديدة بين الترايكا السياسية التي ستقرر مستقبل البلاد وأساليب الحكم بها كما أن هناك أطرافا أصبحت تلح على عودة الأمن الجامعي من جديد في وقت رفضت عديد الأطراف الأمنية العودة للعمل داخل الجامعات والكليات بعد أن تم الحسم في إبعادهم بقرارات من أعلى مستوى ويبقى الأمر موكولا لمؤسسات مختصة في الحراسة وأمن الأشخاص التي تتعامل معها كل من الوزارات تقريبا حتى تنظم عملية دخول الأشخاص للمؤسسات التعليمية ومنع من هم دخلاء عليها ولا ينتمون إليها والتصدي لهم بطرق قانونية إذا ما قاموا بتحركات منافية للقانون والأخلاق. ولسائل أن يسأل لماذا لم يجد من تهمهم مصلحة البلاد في عدة مواقع بالدولة إلى إيجاد حل سريع سلبي يحسم في شأن ما يحصل من فوضى داخل حرم الجامعة وتعد على حرمتها كما حدث وما زال يحدث في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة والتي وحدت فيها عديد وسائل الإعلام التونسية والأجنبية مادة غزيرة ومثيرة لملء الفراغ ولتحريك المشاعر لدى البعض في فترة تعيش فيها بلادنا تجاذبات سياسية داخل القاعات الرسمية ولدى الأحزاب السياسية وتهديدات على الحدود التونسية الليبية وهنا نناشد حزب حركة النهضة الذي صعد إلى سدة الحكم وسيتولى قادته تسيير دواليب البلاد وخاصة لوزارات السيادة في الايام القادمة بعد أن ندد هذا الحزب منذ انطلاق إحداث كلية منوبة بما حدث واعتبرت في آخر تصريح السيد العجمي الوريمي بأنه لا وصابة لأحد على أحد بعنوان الحداثة والأصالة وامتلاك الحقيقة وأن الحركة تدعو إلى توخي الحوار لحل "أزمة النقاب" في الجامعات متهما "جهات" بتصعيد الوضع. نحن بدورنا نريد توضيحا أكثر من كل الفعاليات السياسية حتى لا يبقى طرف يرمي الكرة إلى الآخر ويبقى الشعب التونسي بمثابة الجمهور الحائر الذي لم يعرف بعد سر اللعبة. مرشد السماوي