لم ينقطع الحديث طوال الأيام الأخيرة في أوساط الشارع الرياضي في تونس عن المهاجم الجزائري لنادي وفاق سطيف عبد المؤمن جابو الذي ظلت وجهته القادمة غامضة ومتأرجحة بين الإمضاء للنادي الإفريقي لتعزيز صفوفه انطلاقا من الموسم القادم وبين اللعب بقميص الترجي التونسي بعد الاتفاق بين مسؤولي هذا الفريق ورئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار. وجاءت صفقة "جابو" المنتظرة لتشكل أزمة جديدة وقضية ساخنة بين قطبي كرة القدم في العاصمة في سيناريو شبيه جدا بالمدافع المالي السابق لأهلىي طرابلس الليبي "ادريسا كوليبالي" الذي شكل محور نزاع رياضي مثير بين الترجي والإفريقي قبل أن ينتهي به المطاف قانونيا وبقرار من الفيفا بارتداء القميص الأحمر والأصفر.
وكان الترجي التونسي أول من اتصل باللاعب بفضل علاقة الصداقة المتينة بين رئيس الترجي حمدي المدب ونظيره السطايفي عبد الحكيم سرار وكانت الصفقة بين الطرفين على أهبة الإتمام نهائيا بعقد يمتد لمدة 3 سنوات وبمبلغ يتجاوز مليوني دينار تونسي.
وفي تلك الأثناء دخل المرشح الوحيد لرئاسة النادي الإفريقي والمنتظر أن يتولى رسميا مباشرة مهامه يوم 16 جوان، سليم الرياحي على الخط، واتصل باللاعب ووكيله لانتزاع إمضاء المهاجم الدولي الجزائري وأحد أفضل اللاعبين في وفاق سطيف "جابو".
وأعلن سليم الرياحي في صفحته الرسمية على الموقع الاجتماعي "الفايسبوك" أن عبد المؤمن جابو أصبح رسميا على ذمة الإفريقي لموسمين قادمين وأنه لا يقبل المزايدات وان الاتفاق تام ونهائي بصفقة تجاوزت 3 ملايين دينار.
ونشر الرياحي صورة للعقد الجديد المبرم مع جابو وصورة أخرى للاعب وهو يرتدي قميص الإفريقي ويقف بين مسؤولين في فريق باب الجديد وهما عبد السلام اليونسي والمهدي ميلاد المنتظر أن يرأس فرع كرة القدم في الأفريقي.
وتواصلت الإثارة والغموض في ملف جابو حيث أعلن رياض بنور رئيس فرع كرة القدم في الترجي التونسي أن اللاعب الجزائري موجود منذ مساء الاثنين على ذمة الترجي وفي الحديقة "ب" وسط إجراءات أمنية مشددة خوفا من تهريبه، وفي الوقت ذاته أعلن رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار أن العقد المبرم بين جابو والإفريقي ملغى تماما وفاقد لأية مشروعية قانونية لأن اللاعب ما يزال على ذمة الوفاق وعقده ينتهي في جوان 2013 ولابد له من مواقفة فريقه قبل الخروج إلى أي وجهة.
وشدد سرار على أن عبد المؤمن جابو لن يلعب إلا للترجي التونسي في الوقت الذي سربت هيئة الإفريقي معلومات تفيد أن عقد جابو ينتهي بنهاية جوان الحالي وبالتالي فإن المهاجم سيكون حرا في اختيار الفريق الذي يرغب في اللعب لمصلحته دون انتظار موافقة ناديه.
ولا تزال الأمور متشعبة بين الطرفين في وقت يشير بعض الملاحظين إلى أن "جابو" سيشكل أزمة جديدة بين الإفريقي والترجي التونسي وقد يعاد سيناريو المالي إدريسا كوليبالي الذي كان محل نزاع مماثل العام الفارط بين فريقي العاصمة وتم اللجوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا) لحسم الأمر وإقرار شرعية انتقال كوليبالي للترجي.
ومن الوارد أن تتحول قضية جابو ( 25 عاما) وهو مهاجم دولي جزائري إلى أروقة الفيفا للفصل فيها قانونيا علما ان مسؤولي الترجي يعتبرون إمضاء اللاعب حصل تحت الضغوطات وأن رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار هو الذي يتحكم في وجهته في حين يرى مسؤولو الهيئة المرتقبة للنادي الإفريقي أن توقيع العقد مع جابو مستوفي الشروط القانونية بما أن اللاعب سيكون حرا في أواخر شهر جوان الجاري.
ومن الوارد جدا أن تشهد الساعات القادمة مستجدات أخرى في هذه القية التي فجرها لاعب جزائري لم تطأ قدماه عشب الملعب بعد.
