انعقد عشية أمس بمقر الوزارة لقاء جمع السيد رياض بالطيب وزير الاستثمار والتعاون الدولي بالسيد أليستر بيرتAlistair BURT كاتب الدولة البريطاني للشؤون الخارجية المكلف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتناولت المقابلة بالخصوص البحث في سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين تونس والمملكة المتحدة، كما تم التطرق خلال اللقاء إلى التقدم في مسار الانتقال الديمقراطي وما يتطلّبه من دعم ومساندة. وبيّن السيد رياض بالطيب في هذا الإطار أن عديد الإجراءات تم اتخاذها بهدف تأمين الانتقال المنشود بخطى ثابتة، مستعرضا في هذا السياق التقدّم المسجل في إنجاز الدستور الجديد ووضع الإطار القانوني للهيئة العليا المستقلة للانتخابات والتقدم في إعداد مشروع الهيئة المستقلة للإعلام وغيرها من الخطوات. كما أطلع الوزير الضيف على البرنامج الإصلاحي الذي شرع في تنفيذه والمرتكز بالخصوص على تكريس الحوكمة الرشيدة وتثبيت الشفافية في المعاملات ومقاومة الفساد، مؤكّدا أن هذا البرنامج الذي لاقى دعما من قبل المؤسسات المالية الدولية والإقليمية على غرار البنك العالمي والبنك الإفريقي للتنمية وكذلك الاتحاد الأوروبي، يهدف بالأساس إلى الاستجابة لاستحقاقات الثورة وفي مقدّمتها خلق فرص أكبر للتشغيل خاصة لحاملي الشهادات وتقليص الفوارق بين الجهات وتحسين ظروف العيش وتأمين الحماية الاجتماعية للطبقات المهمشة.
كما استعرض الوزير جملة الإصلاحات التي هي بصدد التنفيذ في المجال الاقتصادي خاصة منها المتعلق بتحسين مناخ الأعمال والاستثمار عبر تطوير المنظومة الخاصة بالاستثمار، وإصلاح القطاع البنكي وتنويع آليات التمويل وتحسين أداء الإدارة بالإضافة إلى البرامج الخاصة بمزيد تطوير البنية التحتية خاصة بالجهات الداخلية وتفعيل الشراكة بين القطاع العام والخاص وهي إصلاحات تهدف في مجملها إلى تنشيط الحركة الاقتصادية وإضفاء ديناميكية أكبر على دواليبها. من جانبه بيّن السيد أليستر بيرت Alistair BURT ، أن هذه الزيارة تندرج في إطار حرص الحكومة البريطانية على الإطلاع على مدى التقدّم في مسار الانتقال الديمقراطي في تونس باعتباره تجربة رائدة في المنطقة العربية تتطلّب الدعم والمساندة. وتطرق السيد BURT إلى الإمكانيات المتاحة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية في عديد المجالات لاسيما في مجال الطاقة بصفة عامة والطاقات المتجددة بصفة خاصة. وأكّد كاتب الدولة البريطاني العزم على تفعيل مبادرة شراكة دوفيل لفائدة بلدان الربيع العربي خاصة في ضوء ترأس بلاده لمجموعة الثماني G8 بداية من شهر جانفي 2013، وذلك من خلال دعم الإصلاحات في هذه البلدان وتوفير التمويلات الضرورية لها لتنفيذ المشاريع الكبرى خاصة في مجال البنية التحتية.
