شدّدت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات، كلثوم بن رجب، الثلاثاء، على ضرورة توفير الخبز المدعم بكل ولايات الجمهورية واتخاذ التدابير اللازمة لتفادي أي اضطراب أو نقص في التزويد. وتعهدت الغرفة النقابية الوطنية لأصحاب المخابز، من جهتها، بالالتزام بتوفير الخبز المدعم على مدار اليوم ومساندة مجهودات الدولة في ذلك واحترام تراتيب العمل بهذا القطاع وتنظيم عمله بما يضمن استمرارية تزويد السوق بهذه المادة. وأكدت بن رجب، خلال جلسة عمل عقدتها لمتابعة تزويد السوق بمادة الخبز المدعم، حضرها رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ورئيس الغرفة النقابية الوطنية لأصحاب المخابز ورئيس الغرفة الوطنية للمطاحن، على ضرورة تشديد المراقبة على المخالفين. وتم، خلال هذه الجلسة، التأكيد على ضرورة التنسيق بين الإدارة والغرفة الوطنية للمطاحن والغرفة النقابية الوطنية لأصحاب المخابز قصد التدخل بصفة حينية لحل أي اشكال من شأنه أن يؤثر على نسق التزويد بمادة الخبز. وكان رئيس الجمهورية قيس سعيّد قد دعا، يوم 27 جويلية 2023، الى اتخاذ اجراءات عاجلة لوقف العمل باجراء تصنيف المخابز الى مصنفة وغير مصنفة، الذي يطبق منذ سنة 2011 ، وتوحيد أصناف الخبز، باعتبار أن هذه المسألة هي "خط أحمر بالنسبة الى التونسيين". ولفت سعيد، خلال جلسة عمل مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان ووزيرة المالية سهام البوغديري نمصية، بقصر الحكومة بالقصبة، الى أن 1443 مخبزة غير مصنفة تعرض أصناف الخبز بأسعار مرتفعة وتتحكم في قوت التونسيين، في حين لا تتمكن 3337 مخبزة مصنفة أحيانا من توفير الكميات اللازمة من الخبز للطبقة الفقيرة. ومن جهته، أعلن المجمّع المهني للمخابز العصرية، التابع لكنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية، "كوناكت"، أمس الاثنين، عن إيقاف نشاط صناعة الخبز بجميع أنواعه في جميع المخابز الراجعة له بالنظر في كامل تراب الجمهورية ابتداء من اليوم الثلاثاء 1 اوت 2023. ويأتي هذا القرار إثر اجتماع أعضاء المكتب التنفيذي الوطني للمجمع المهني للمخابز العصرية بجميع هياكله الجهوية دون تقديم تفاصيل حول أسباب إيقاف نشاط صناعة الخبز. وبينت منظمة "آلارت"، في مذكرة أصدرتها يوم 28 جويلية 2023، ان فقدان الخبز يفسر بعوامل ظرفية وهيكلية، ازدادت حدتها بالأساس بسبب تراجع الدعم وذلك الى جانب ضعف العرض وعدم الترفيع في الأسعار كنتيجة منهج ارادي متبع، في هذا الاطار وأوضحت منظمة "آلارت" ان الاشكالات التي يعرفها قطاع صنع الخبز وترويجه على مستوى توزيع الحصص، ساهمت في ندرة المنتوج تبعا لاختلال توزيع القمح بين المطاحن بسبب هيمنة غرفة المطاحن التابعة لاتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، على ديوان الحبوب. كما ساهمت، وفقا لتقدير "آلارت"، ممارسات المخابز "غير المصنّفة" في انخفاض العرض ممّا ولّد ضغطا جديدا على السوق وطوابير أطول أمام بعض المخابز وهو اجراء يخدم مصالح المخابز المنتفعة بالرّخص.
