مكنت المبادرة التي نظمتها مؤسسة "السنبلة الذهبية" خلال شهر رمضان الفارط تحت شعار "أعطيني كاري" بهدف جمع التبرعات لاقتناء حافلات للنقل المدرسي من توفير اعتمادات مالية ساعدت على اقتناء 4 حافلات ستتيح لنحو500 تلميذ وتلميذة يقطنون عدة مناطق نائية بولايات سليانة وسيدي بوزيد والقصرين وجندوبة الذهاب إلى مدارسهم في ظروف أفضل . وقامت المؤسسة بتخصيص جزء من المرابيح المتأتية من شراء المواطنين طيلة شهر رمضان لمنتجاتها فضلا عن توفير اعتماد إضافي من مداخيلها لاقتناء هذه الحافلات . وأفادت ألفة الملولى مديرة التسويق بالمؤسسة في لقاء صحفي عقد يوم الأربعاء بالمركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية بتونس انه تم جمع 472 ألف دينار خلال هذه العملية التضامنية في حين يبلغ ثمن الحافلة 118 ألف دينار . وأضافت أن هذه الحركة الإنسانية الأولى من نوعها تهدف بالخصوص إلى مساعدة التلاميذ بالجهات الداخلية الذين يعانون صعوبات التنقل من التحول إلى مدارسهم في ظروف أحسن وتجنيبهم قطع مسافات طويلة والتعرض الى مخاطر الطريق . وبينت أن المؤسسة تعتزم توسيع هذه الحركة عبر تشجيع المؤسسات الخاصة على الانخراط فيها وتحفيز المستثمرين ورجال الأعمال على القيام بحركات إنسانية مماثلة . وذكرت أن هذه المبادرة لقيت صدى ايجابيا لدى المواطن التونسي قائلة في هذا السياق /يكون الشعب التونسي دائما في الموعد إذا أعطيناه فرصة للتضامن في إطار الثقة المتبادلة /. ومن جهته أكد حسن العنابي كاتب الدولة لدى وزير التربية على أهمية هذه المبادرة مشجعا القطاع الخاص على مساعدة وزارة التربية في تامين مستلزمات القطاع المكلفة . وبخصوص توزيع هذه الحافلات بين محمد طن مدير عام البناءات والتجهيز بوزارة التربية انها عملية صعبة باعتبار العدد القليل للحافلات مما تطلب الكثير من التدقيق من قبل الوزارة بحثا عن الإنصاف بين جميع الجهات . وقامت الوزارة باختيار مناطق ريفية على أساس مقاييس معينة تتمثل بالخصوص في ضرورة وجود طريق معبدة وعدم توفر نقل عمومي او ريفي علاوة على عدد التلاميذ ومدى بعد محلات اقاماتهم عن مؤسساتهم التربوية . وأسندت هذه الحافلات إلى تلاميذ مناطق /الحبابسة/ من معتمدية الروحية بسليانة وغار الدماء بجندوبة ومنطقة /الحنية بازيد/ بسيدى بوزيد ومنطقة/الصحراوي/ من معتمدية فوسانة بالقصرين . تجدر الإشارة إلى أن الغرفة الوطنية للعجين رفعت قضية عدلية ضد وزارة التربية احتجاجا على الاتفاقية التي أبرمتها مع مؤسسة "السنبلة الذهبية" والتي تتولى بمقتضاها هذه الأخيرة توفير حافلات للنقل المدرسي لفائدة تلاميذ بعض المناطق الريفية بعدد من الولايات الداخلية .
