المراسل-لو كنت من اللذين يعتقدون أن الربيع العربي هو حقا ربيع، لقلت أنه بالأساس ربيع شمال إفريقي، فما يسمى بالربيع غيّر كليا ملامح المنطقة السياسية و الإجتماعية، و حتى الثقافية، و إن لم يغير شيئا في السياسة الخارجية لدول المنطقة. و إن كانت تونس من أقل المتضررين حتى اللحضة برياح الربيع الشتوية، فإن وجودها في المنطقة يحتم عليها أن تستعد في كل لحظة لأي كارثة ممكنة، و من بينها الكوارث السياحية. فتدهور الوضع الأمني في ليبيا، و أستيقاظ الخلايا الإرهابية المحورة جينيا و ذات المناعة المكتسبة في الجزائر، و الحرب الفرنسية الجهادية في مالي، و تنامي التشدد الديني في تونس، كلها عناصر صارت تلقي بضلالها على الوضع الأمني في تونس و تهدد بذلك السياحة التونسية، و التي تعتمد كثيرا على السياح الفرنسيين الذين تقود بلادهم الحرب في مالي. يزور تونس سنويا 1.4 مليون سائح فرنسي، و يمثل السياح الأروبيون 57% من السياح الأجانب في تونس، التي تمثل السياحة 7% من ناتجها الداخلي. لكن تونس أخذت تتحول تحت هذه الظروف من مركز جلب سياحي إلى منطقة نفور سياحي خاصة من الفرنسيين الذين حذرتهم سفارتهم المحاصرة بترسانة من الأمنيين قصد حمايتها من التوجه إلى الجنوب التونسي و طالبتهم بأخذ الخيطة أثناء التنقل في البلاد. كما يتذكر الفرنسيون التهديدات التي تعرضت لها سفاراتهم في العالم العربي أثناء نشر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية صورا ساخرة من الرسول محمد. العنف في مالي و الحرب في الجزائر يضربان السياحة التونسية