أعلن المعهد الفرنسي بتونس "بيار منديس فرانس" عن تعليق الدراسة في أحد الأقسام لمدة أسبوع خوفا من اجتياح عدوى أنفلوانزا الخنازير بين صفوف التلاميذ، بعدما وقع اكتشاف بؤرة من المصابين بفيروس "إتش 1 أن 1". وستعود الدراسة في قسم الرابعة ثانوي 8 -يوم الإثنين المقبل- بعد التأكد من عدم وجود بقايا المرض لدى التلاميذ، مع أنّ بيان المعهد قال إنّ التلاميذ ليسوا ملزومين بالاستظهار بشهادات طبية تثبت سلامة صحتهم. وفي 22 سبتمبر الماضي، كان معهد "بيار منديس فرانس" أول مؤسسة تربوية بتونس تعلن عن تفشي الإصابة بفيروس أنفلوانزا بين تلاميذه، ثمّ توالت الأخبار فيما بعد عن إغلاقه لعدّة أقسام أخرى. واتسعت رقعة الفيروس لتطال العديد من المدارس الأخرى بتونس، ما أثار الهلع في نفوس الأولياء الذين أصبحوا يعيشون بين مطرقة إصابة أبنائهم بالمرض وسندان الآثار الناتجة عن توقفهم المنقطع عن الدراسة. فقد سبق أن أغلقت عشرات المدارس أقسامها بعد ظهور حالات إصابة بالمرض بين التلاميذ، لاسيما بعد دخول تونس في مرحلة التفشي السريع للفيروس بسبب تزامنها مع الأنفلوانزا الموسمية. وتسبب فيروس أنفلونزا الخنازير إلى حدّ الآن في وفاة 5 تونسيين، قالت مصادر رسمية إنهم كانوا يعانون من أمراض مزمنة. وسجلت الوفاة الخامسة -يوم الأحد الماضي- بمدينة المهدية (200 كلم جنوبتونس) وهي لامرأة حامل في شهرها الرابع. وتناهز عدد الإصابات بفيروس أنفلوانزا الخنازير في تونس قرابة 800 حالة منذ ظهور هذا الوباء في شهر أفريل الماضي . وحسب منظمة الصحة العالمية توفي إلى حدّ الآن 6770 شخص في العالم بسبب الفيروس. وفي الأسبوع الماضي عزلت السلطات التونسية في أحد النزل بالعاصمة 21 حاجا عادوا من السعودية بعد انتهاء فريضة الحجّ وذلك لمداواتهم على حدّة خشية انتشار المرض بين المواطنين بصفة وبائية. وكانت تونس البلد الإسلامي الوحيد الذي ألغى فريضة موسم الحج، لكن هذا القرار الرسمي لم يمنع أعدادا قليلة من التونسيين من أداء مناسك الحج ضمن رحلات خاصة انطلق أغلبها من ليبيا ومن مطارات أوروبية. وانطلقت حملة التلقيح ضدّ الفيروس في البلاد يوم 09 نوفمبر الماضي بعدما اقتنت وزارة الصحة قرابة 200 ألف لقاح كدفعة أولى ضمن طلبية من 700 ألف لقاح سيقع توريدها لاحقا.
