مثال أسوقه للتدليل على الصورة التي ارتسمت في أذهان عديد النخب المثقفة وعامة الناس عن بعض الذين نصبوا أنفسهم من خلال منابر الإعلام منظرين ومحللين ومدافعين عن سياسات هذا النظام التي أثبتت وتثبت فشلها وتاكلها يوما بعد يوم. ومن سوء حظ هذا النظام أنه غير قادرالبتة على إيفاد مسؤولين رسميين يعتلون منابرالفضائيات في حوارات بناءة ،شفافة وصريحة ،لإدراكهم الصحيح بكساد بضاعتهم وقلة حيلتهم وبطلان حجتهم. فانبرى ثلة من أمثال برهان بسيس وأبوبكر الصغير وسمير عبدالله وغيرهم- وهم قلة والحمد لله- ليصوروا لنا عبر مساهماتهم الحوارية أن واقع تونس جنة وأمان وروح وريحان .ومن حاججهم خلاف ذلك بالأدلة والوقائع والأرقام والتواريخ يكون ردهم بأسلوب التكذيب والتشكيك في المعلومة أولا وفي الوطنية ختاما، ورمي التهم جزافا،وخير شاهد على ما أقول وما يتناقله جل المتابعين للشأن الوطني ما كان أخيرا من رد السيد أبوبكر الصغيرعبر فضائية المستقلة عندما استدرج من قبل الأخ مرسل الكسيبي للحديث عن الواقع السيء والمتردي داخل تونس -الجنة المزعومة-. من السهل يا سي بوبكر أن تتهم كل من يذكرك بالمظالم والحقائق بأنه لا يعرف تونس وحقيقة ما يجري فيها ويتكلم من وراء البحارووو... حتى صرنا والله نحفظ تقريبا ماهية الجمل التي ستجيبون بها عقب كل سؤال يوجه إليكم حول عديد القضايا بدءا بالحريات والمساجين السياسيين والممارسات البلطجية و...و...كما نحفظ المقتطفات من خطاب سيادة الرئيس وخاصة عندما يتطرق للجانب السياسي. ومن الأكيد أن أحدا لن يغبطكم عن الجرأة والشجاعة التي تتحلون بها في المراوغة والتكذيب وطمس الحقائق والإصرار على الترويج والتسويق لبضاعة تجاوزت مدة صلوحيتها فأزكمت رائحتها أنوف جميع أحرارهذا البلد إلا أنوفكم. وإني أتحداك أن تكتب يوما أو تصرح بنزر قليل من هذه التجاوزات التي يعاني منها ويصرح بها القريب منك ممن يجاورونك ربوع البلد ويعرفون على الأقل ما تدعي معرفته أنت عن تونس وتنفيه عن غيرك، والتي شهد لها العالم من حولنا وسمع بها،من معاناة مساجين الرأي إلى نفي الأحرارداخل بلدهم بعيدا عن عائلاتهم- وما مثال المناضل عبدالله الزواري عنك ببعيد-إلى أعمال البلطجة اليومية ضد دعاة الحرية، إلى تشريد الالاف خارج وطنهم،إلى ممارسات القتل البطيء داخل وخارج السجون إلى حوادث الإغتصاب وتدنيس القران الكريم.ولن يكون ردك طبعا إلا بالتكذيب والتشكيك – وما جادل ذو علم جاهلا إلا غلب الجاهل بجهله- دأبك في ذلك دأب برهان بسيس في دحض الحقائق عندما قدم - من خلال برنامج في قناة الجزيرة أمام ملايين المشاهدين بإنكاره رفرفة العلم الإسرائيلي في سماء مطار قرطاج- برهانا صادقا على أنكم لستم أمناء في نقل المعلومة الصحيحة فلا صدقية لكم البتة فوق منابر الإعلام وأنكم مفلسون إفلاس المدرسة التي تخرجتم منها فلن ننتظر منكم إلا رشح السيء من القول والتحليل فكل إناء بما فيه يرشح ولن نصدق منكم وصفة لحلحلة مشاكل تونسنا الحبيبة لأنكم متتطببون وفاقد الشيء لا يعطيه. وإني لأهنئك يا سي بوبكرعلى انضمامك إلى ما بات يعرف بمنتدى برهان وأمثاله ،ومرة أخرى ...ومن وافق( برهانا) فما صدق. *