كلمات مشحونة بالألم والحزن أطلقتها بنية صغيرة من تونس يبدو أنها لم تتجاوز بعد سن العاشرة من عمرها ولا تفهم كثيرا في السَياسة ولا تعرف أنَ في بلدها منشورا تمنع بمقتضاه المرأة المسلمة من ارتداء لَباسها الشَرعي . البنية ثريا لم تسمع بخطَة تجفيف منابع التديَن التي جيء بها ضمن إحدى الإنجازات الرائدة في الإعتداء على الدين و محاربة معالم التدين والاعتقاد ومازال العمل بها ساريا إلى يوم النَاس هذا . لعلَ البنت ثريا لم تسمع بقصَة الدَمية " فلَة " التي تناقلتها عدَة مواقع إلكترونيَة تونسيَة مستقلَة وما تعرَضت له هذه الدمية في المحلاَت التجاريَة من مصادرة حتى في شكل صور على الأدوات المدرسيَة كالحقائب وأغلفة الكرَاسات وحاملات الأقلام ,والسَبب في ذلك أنَ الدَمية " فلَة " تحدَت أجهزة الحكم التونسية لترسم صورة أخرى عن البنت أو المرأة بوجه عام. يبدو أنَ كلَ ذلك ساعد ثريا في براءة وعفوية على رفع السمَاعة لتتدخَل ضمن برنامج " حقيقة الصيَام وكيفيَة الدَخول في شهر رمضان " الذي كان يبثَ على قناة الحوار خلال سهرة يوم الإثنين 2006.09.18 لتتوجَه للشَيخ سالم الشيخي بشكوى مفادها أنَها منعت من مزاولة دراستها منذ ثلاثة أيَام لا لسبب أخلاقي أوعمل إرهابي بل لأنَها اختارت أن ترضي ربَها فتلتزم بدينها فخيَرتها الإدارة بين أن تنزع حجابها لتواصل دراستها أو أن تمكث بالبيت . بهذه الوقاحة وهذا السَلوك الممعن في التحدي وانعدام البصيرة تدعو إدارتنا التَعليميَة الكريمة بناتنا للانحسار والذوبان القيمي. لماذا تمارس سلطتنا التَونسيَة الموقَرة هذه الأنواع من الإعتداءات الصَارخة على حقوق الإنسان وعلى قيم الإسلام السَمحة في حين أنَ تونس دولة عريقة في انتمائها للدَين الإسلامي؟؟ ولماذا هذا التناقض في الخطاب ؟؟ ألم يروَج منظََرو السَلطة في وسائل الإعلام المرئيَة والمسموعة بأنَ تونس أنموذج فريد في الوطن العربي للتسامح والإعتدال ؟؟؟ هل يعي العقلاء في الدَولة بأنَ ثريَا التي أطلقت صيحة استغاثة لم ترتكب يوما جرما في حقَ الدَولة أو المجتمع وإنَما مارست قناعات شخصيَة تتماشى مع ماأمضت عليه الدولة التونسية من مواثيق وعهود متعلقة باحترام الحريات الخاصة والحريات الأساسية التي تأتي على رأسها حرية الاعتقاد. هل سيدرك أصحاب القرار في تونس أنَ هذه الكلمات البريئة التي أطلقتها ثريَا والتي تحمل في طيَاتها آهات وآلام الطفولة والنقاوة والبراءة هيَ رسالة مفادها أنَ قدرنا في تونس أن نعيش معا وسويَا في دولة واحدة يسود فيها العدل والقانون. أمانينا جميعا أن تدرك السَلطة التَونسيَة هذه المعاني فتسمح لبناتنا المسلمات بممارسة حقَهن في الإلتزام باللباس الشَرعي وتصدر قرارا بإلغاء كلَ ما يتعارض مع هويَة الشَعب ويعادي المعالم الثابتة لتشريعاتنا الإسلاميَة.