بدا الجبالي يوم السبت أكثر ميلا لعزل والي سليانة بهدف تخفيف التوتر. وقال بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية ان نائبا تولى ادارة شؤون الولاية في انتظار "القرار النهائي". اطلقت قوات الامن التونسية الغاز المسيل للدموع وطلقات حية في الهواء يوم السبت في محاولة لتفريق آلاف من المحتجين في بلدة شهدت اياما من الاشتباكات الاسبوع الماضي بسبب مشكلات اقتصادية في تونس. واطلقت قوات الحرس الوطني التابعة لوزارة الداخلية الغاز المسيل للدموع والطلقات الحية من داخل ناقلات جند مصفحة في بلدة سليانة إلى الشمال الغربي من العاصمة التونسية على اطراف الصحراء الكبرى. وردد المحتجون الذين بلغ عددهم نحو ثلاثة الاف شخص هتافات ضد حزب النهضة الاسلامي الحاكم ورشقوا الشرطة بالحجارة. وطاردت الشرطة المحتجين ومن بينهم بعض النساء في الشوارع فيما بدت محاولة للقبض عليهم. ورفض حزب النهضة الاسلامي الذي فاز بأول انتخابات في تونس بعد الربيع العربي عزل الوالي المنتمي للنهضة متهما سياسيين يساريين بالتحريض على الاحتجاجات. وتواجه الحكومة صعوبات في استعادة عافية الاقتصاد وسط تراجع للتجارة مع منطقة اليورو التي تعصف بها ازمة مالية ووسط نزاعات بين العلمانيين والسلفيين الاسلاميين بشان التوجه المستقبلي للبلاد. ودعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي رئيس الوزراء الاسلامي حمادي الجبالي في خطاب بثه التلفزيون الحكومي يوم الجمعة إلى تعيين مجلس وزراء جديد ردا على الاحتجاجات. وبدا الجبالي يوم السبت أكثر ميلا لعزل والي سليانة بهدف تخفيف التوتر. وقال بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية ان نائبا تولى ادارة شؤون الولاية في انتظار "القرار النهائي". والاحتجاجات هي الاكثر عنفا منذ هجوم متشددين اسلاميين على السفارة الامريكية في تونس في سبتمبر ايلول بسبب فيلم مسيء للاسلام انتج في كاليفورنيا. وقتل اربعة اشخاص في هذه الموجة من العنف. وقالت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي يوم الجمعة ان على السلطات ان تتوقف عن استخدام الاسلحة النارية ضد المتظاهرين في واحد من اشد انتقاداتها للحكومة التي انتخبت بعد سقوط الرئيس السابق زين العابدين بن علي وفراره في يناير كانون الثاني من العام الماضي بعد انتفاضة شعبية. واثارت الاساليبي التي استخدمتها الشرطة لاخماد الاحتجاجات غضبا بين السياسيين العلمانيين في تونس الذين يقولون ان الحكومة الجديدة تتبع نفس السياسات القاسية التي كان يستخدمها بن علي. وقالت وكالة تونس افريقيا للانباء إن 252 شخصا على الاقل اصيبوا بطلقات خرطوش. وتقول مصادر طبية ان 17 شخصا فقدوا بصرهم. ولم ير شاهد من رويترز الشرطة تستخدم الخرطوش يوم السبت. وقالت منظمة العفو الدولية في بيان يوم الجمعة "على السلطات ان تحترم الحق في التجمع السلمي وتضمن التزام الشرطة بالمعايير الدولية بشان استخدام القوة والاسلحة النارية." وقالت وكالة الانباء ان الحكومة شكلت لجنة مستقلة للتحقيق في الاضطرابات الاخيرة. كما اوردت انباء عن اشتباكات في بلدة برقو القريبة من سليانة اليوم السبت وقالت ان شبانا هاجموا ثلاث سيارات للشرطة. (إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي) تاريخ الخبر : 1 ديسمبر 2012