ليلة عامرة بالأحداث تواصلت حتى فجر اليوم الخميس قضاها مراسل وكالة الأناضول بين الإسلاميين المعتصمين أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة السادس من أكتوبر القاهرة –الأناضول- الوسط التونسية: ليلة عامرة بالأحداث تواصلت حتى فجر اليوم الخميس قضاها مراسل وكالة الأناضول للأنباء بين الإسلاميين المعتصمين أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة السادس من أكتوبر (جنوب غرب القاهرة) التي تحتضن أستوديوهات الفضائيات الخاصة، احتجاجًا على ما يصفونه ب "الأكاذيب" التي تروجها هذه الفضائيات التي يقولون إنها ممولة من رجال أعمال "كارهين للإسلاميين"، وهو ما ينفيه القائمون على هذه المحطات. حياة طبيعية كاملة بمنطقة شبه صحراوية وليس مجرد اعتصام، يمارسها أنصار الداعية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح الرئاسي المستبعد الذي دعا للاعتصام أمام المدينة التي تحوي أستوديوهات القنوات الفضائية وذلك لليوم السادس على التوالي. أول ما يلفت انتباه زائر هذا المكان هو تلك الحشود الكبيرة التي جاءت من مختلف قرى ومدن مصر من شرقها وغربها وجنوبها وشمالها، حيث شارك "أولاد أبو إسماعيل" أو "حازمون"، كما يحبون أن يطلقوا على أنفسهم، اعتصامهم إسلاميون من انتماءات شتى: إخوان وسلفيين وجهاديين. أعداد المعتصمين التي تصل إلى نحو ألفي شخص موزعون بين الخيام والمنصة الرئيسية، وكلهم جاءوا من أجل هدف واحد وهو مواجهة ما يصفونه ب"الأكاذيب" التي يروجها الإعلام ضد الإسلاميين، ودعم الشرعية المتمثلة في الرئيس المنتخب محمد مرسي، والتأكيد على مطلب تطبيق الشريعة الإسلامية في مسودة الدستور الجديد. إبراهيم أحمد أحد المعتصمين قال لمراسل الأناضول إن اعتصامهم سلمي حتى الآن مهددًا باقتحام المدينة إذا استدعى الأمر تجاوز المتظاهرين المعارضين حد التظاهر السلمي أو اقتحامهم القصر الرئاسي بمصر الجديدة، شرق القاهرة. ويؤكد أحمد أنهم لا يحاصرون كما تردد وسائل الإعلام مدينة الإنتاج الإعلامي ولكنهم معتصمون فقط أمام البوابة الرابعة للمدينة ولا يمنعون أحدًا من الدخول أو الخروج منها. ومشاهد الأسر الكاملة كانت من الأمور اللافتة في هذا الاعتصام الذي تعصف به الرياح القارسة، فتجد الأب والأم والأولاد يشاركون معًا في هذا التجمع الاحتجاجي، وبعضهم ينصرف آخر الليل، فيما يبيت عدد آخر في الخيام. وتلبية لاحتياجات المعتصمين، قام متطوعون ببناء حمامات لقضاء الحاجة، فيما يخطط آخرون لبناء مسجد في المكان. ولم يغب الباعة الجائلون عن الاعتصام؛ حيث يقدمون خليطًا متنوعًا من المأكولات والمشروبات يتماشى مع حاجات معظم المعتصمين، فهناك تباع البطاطا الساخنة، والزبادي البارد، والمعاطف التي تقي المعتصمين من البرد. والذبائح التي ينحرها المعتصمون لإطعام المشاركين في الاعتصام قصة ملفتة جذبت انتباه بعض وسائل الإعلام التي اتهمت المعتصمين بأنهم يطلقون أسماء معارضي الرئيس المصري على الذبائح التي ينحرونها، واعتبرت هذا المشهد مفزعًا للمعارضين وخاصة الإعلاميين الذي ينتقدون الرئيس والدستور. وبعيدًا عن الجانب السياسي، والجانب الترفيهي كان حاضرًا بقوة في المشهد، حيث يلجأ المعتصمون للعب كرة القدم وممارسة الأنشطة الرياضية. 13/12/2012 51:19