القت المرشحات البحرينيات اللوم على دور رجال الدين وعلى "العقل الذكوري" المسيطر اضافة الى بعض التجاوزات اثناء الاقتراع بعد اخفاقهن جميعا في الانتخابات النيابية. وفي تصريح لوكالة فرانس برس عبرت المرشحة السابقة فاطمة علي ابراهيم وهي واحدة من 16 مرشحة خضن انتخابات السبت الماضي عن صدمتها ازاء خسارة جميع المرشحات بقولها "سقطت الاقنعة". وقالت ابراهيم "اثبتت الانتخابات ان المجتمعات العربية كلها متشابهة (..) العقل الذكوري يهيمن بقوة خصوصا في دول الخليج (..) كنت حسنة الظن بمجتمعنا لكن ظني خاب". وتابعت "كان الناخبون يأتون الي ويقولون +اننا مع المرأة والمهم هو الكفاءة+ لكن ها هي النتيجة". واضافت فاطمة ابراهيم وهي زوجة رجل دين شيعي شاب بشيء من المرارة ان "دخول رجال الدين السنة والشيعة هو الذي اسهم في خسارة النساء (..) هم الذين اثروا على الناخبين وهذا هو السبب الرئيسي ان لم يكن السبب الوحيد". ومن جهتها اعتبرت مرشحة القائمة الوطنية للتغيير منيرة فخرو التي خسرت المنافسة امام زعيم الاخوان المسلمين صلاح علي بعد ان كانت حظوظها بالفوز مرتفعة جدا ان "عدم دخول النساء في تحالفات سياسية اسهم في خسارتهن". واوضحت فخرو "لقد نافست النساء مرشحي التيارات الاسلامية الموالية للحكومة (..) وقد استخدم الدين بطريقة غير شريفة لضرب النساء واستخدمت كل الاسلحة للتشهير بالمرشحات (..) استخدمت الرسائل النصية عبر الهواتف النقالة والمنشورات والخطب في المساجد". وكانت فخرو تشير الى الرسائل النصية التي انتشرت عشية الانتخابات لتدعو الى عدم التصويت للنساء من منطلقات دينية اضافة الى منشورات تم تداولها كلها تطعن في اهلية النساء استنادا الى مقولات دينية. وخاضت فخرو التي علقت عليها امال كبيرة للفوز الانتخابات ضمن القائمة الوطنية للتغيير التابعة لجمعية العمل الوطني الديموقراطي (يسار وقوميون ومستقلون) مدعومة من جمعية الوفاق الوطني الاسلامية التي تعبر عن التيار الرئيسي وسط الشيعة. وكانت فخرو اعلنت الثلاثاء لوكالة فرانس برس انها ستتقدم بطعن امام محكمة التمييز معتبرة ان "الاصوات التي جاءت من المراكز العامة هي التي قلبت الفارق في الاصوات بشكل لا يعقل". واعترضت المعارضة البحرينية مرارا على انشاء مراكز تصويت عامة متهمة الحكومة بمحاولة التأثير على نتائج الاقتراع من خلال هذه المراكز التي تتيح للناخبين التصويت خارج دوائرهم الانتخابية. وعلى الرغم من خسارتها اعتبرت المرشحة السابقة فوزية زينل التي خسرت امام مرشح اخر للاخوان المسلمين انها "فائزة رغم كل شيء" مضيفة "اعتبر ان حصولي على 2598 صوتا مؤشر تغيير في وعي الناخبين لكنه لم يصل الى مستوى الطموح وتحقيق الاختراق". واضافت "اعتقد ان هناك فجوة ما زالت قائمة بين المواطنين والجهات الرسمية (..) وبدلا من سدها فان الكثير من الممارسات ادخلت الريبة في نفوسنا (..) لقد انقطعت الكهرباء مرتين في مركز الفرز وفي المرة الثانية استمر حوالي 45 دقيقة (..) ما زلنا نواجه نوعا من التمييز وكل الملابسات تدفعنا للقول ان هناك انعداما للثقة". واشارت الى "ان الاشاعات والرسائل النصية والخطب في المساجد التي تطعن في اهلية النساء اثرت في الناخبين". واكدت زينل انه "تم توجيه العسكريين للتصويت لصالح مرشحين بعينهم ولو تركت الحرية للناخبين لكانت النتيجة مختلفة". وعلى غرار منيرة فخرو فقد نافست زينل مرشحا لجمعية المنبر الوطني الاسلامي (اخوان مسلمون) هو النائب عبداللطيف الشيخ وحلت مثلها ثانية بعد منافسها. وفي تصريح لوكالة فرانس برس اعتبر استاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين باقر النجار ان عدم فوز اي من المرشحات "لا يتعلق بالموقف من المرأة بقدر ما يرجع الى طبيعة المنافسة التي خاضتها اكثر المرشحات اللواتي علقت عليهن الامال". واضاف النجار "فخرو و زينل نافسن مرشحين للاخوان المسلمين الذين رغم عدم ممانعتهم دخول المرأة للبرلمان فقد حاربوهن من نفس المدخل اي باعتبارهن نساء". واوضح ان "الدائرتين اللتين تنافست فيهما فخرو وزينل تكادا تكونان حكرا على الاخوان (..) وتحولت المعركة الى معركة سياسية وفقهية افضت في النهاية الى اثارة عدم اهلية المرأة للولاية العامة وهو امر يفترض ان الاخوان المسلمين قد حسموه". وأقر النجار بان المرشحات اللواتي خضن الانتخابات في المناطق الشيعية التي تحتكر فيها جمعية الوفاق النفوذ "خسرن بسبب نفوذ رجال الدين". لكنه استدرك قائلا ان بعض "المرشحات كن طارئات على الساحة" مضيفا "لا اعتقد ان نفوذ رجال الدين كان السبب الوحيد". واوضح النجار ان "الناخبين في تلك المناطق صوتوا لقائمة اسمها +قائمة الوفاق+ دون اي اعتبار اخر (..) وبعض المرشحين في هذه القائمة فاز وهو لا يملك علاقات اجتماعية واسعة حتى مع جيرانه (..) الامر مختلف هنا عن مناطق اخرى". الا ان المجلس النيابي المنتخب لن تغيب عنه النساء فقد فازت المرشحة لطيفة القعود بالتزكية عن احد مقاعد المجلس الاربعين. كما ان مجلس الشورى المعين والذي يتساوى بعدد اعضائه مع مجلس النواب يضم اربع نساء وبينهن مسيحية.