غالبا ما يتعرض المسلمون في أوربا للتمييز والكراهية ويعتقدون بأن الأوربيين يخلطون بين الإسلام والإرهاب. هذا قد يؤدي إلى تغريب المسلمين عن المجتمعات الأوربية التي يعيشون فيها. ويرون كذلك بأن على الجالية الإسلامية أن تقوم هي الأخرى بمزيد من المجهودات في للتغلب على هذه الاوضاع. "متى ستعود؟ أجيب: ولدت بروتردام، إلي أين سأعود إذن؟ سؤال سمعته كثيرا وهو جد مجرح، ويوحي لك بأنك أجنبي." تقول مسلمة شابة. قام المركز الأوربي لمتابعة العنصرية والكراهية ضد الأجانب باستجوابها إلى جانب 60 مسلما آخرين من عشر دول أوروبية. وكتب المعهد السويسري أيضا تقريرا ثانيا يرتكز على معطيات من دول مختلفة من الاتحاد الأوربي. انها المرة الأولى التي تجري فيها دراسة بهذا الحجم حول مكانة المسلمين في 25دول الاتحاد الأوربي الخمس والعشرين. يعيش في دول الاتحاد الأوربي حوالي 13 مليون مسلم، وهم يعتبرون بذلك ثاني مجموعة دينية بعد المسيحيين. كرر المسلمون في هذه المقابلات أنهم يشعرون بالتمييز في بحثهم عن العمل، أو السكن وكذلك في ميدان التعليم. يشير التقرير بوضوح إلي أن المسلمات المحجبات اللاتي يبحثن عن العمل هي اللواتي يجدن صعوبة في إيجاد وظيفة. يقول رجل فرنسي بأن زوجته تبحث منذ عدة سنوات عن العمل في مكاتب التشغيل، لكن دون جدوى. ,أخيرا صرح لها أحد العاملين بأن الشركات يخشون توظيفها لأنها ترتدي الحجاب. "هل تعلمين بأنك تبتدئين بإعاقة؟" قال لها موظف في مكتب التشغيل. يتبين جليا من التقرير بأن المسلمين يسكنون فعلا في مساكن دون المستوى، وبأن البطالة مرتفعة في صفوفهم بالمقارنة مع المجموعات الأخرى. هذا يعود إلى التمييز العنصري في سوق العمل، حسب تقرير المركز. لكن المستوى التعليمي للمسلمين يلعب أيضا دورا في هذا المجال. يعود التمييز حسب معهد البحث إلى العنصرية والعداء للإسلام والخوف من المسلمين. يعتقد الكثير من المسلمين بأنهم يعتبرون مواطنون من الدرجة الثانية وليسوا مواطنين كاملين، وكثيرا ما يتم ربطهم بالإرهاب. بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذه المكانة غير المريحة للمسلمين، يرى المركز بأن المؤكد أن ذلك يؤدي إلى انعزالهم عن بقية السكان. هذه ليست مفاجأة لأن الجالية المسلمة تتعرض لتغطية إعلامية سلبية منذ أحداث 11 سبتمبر 2001. يقول أحد الفرنسيين في استجوابه بأنه قبل تلك الأحداث، كان يشتم بصفة "عربيا" والآن غالبا ما يضاف إلى ذلك كونه مسلما، أصبح مصطلح "المسلم" شتيمة. يرى الكثير من المسلمين بأن الشروط المطلوبة منهم للاندماج غير عادلة. ولا يمكن أصلا تحقيقها. إذا تمكنوا من تعلم اللغة، فان ذلك ليس كافيا. إذا تمكنوا من الحصول على عمل، فانه يتوجب علهم عمل شيء آخر لكي يكونوا جزءا من المجتمع. إن المستجوبون يرون بأن على الجالية الإسلامية أن تشارك هي بنفسها أكثر في مجال الاندماج. الأئمة الذين يتعرضون للانتقاد بكثرة: يقولون مثلا، حسب أحدهم، بأن المشاركة في الحفلات والمآدب ليس مستحبا، ويعملون كذلك على ابتعاد المسلمين عن باقي فئات المجتمع. كما أن المساجد ليس بامكانها إعطاء أجوبة مقنعة على كال الأسئلة والقضايا التي يصادفها المسلمون في المجتمع مثل تعاطي الكحول والجنس. يشير التقرير في جزء منه إلى بحث حول هولندا. حيث يشير إلى تسجيل أزيد من مائة حادثة سجلت ضد المسلمين بعد اغتيال السينمائي تييو فن غوخ. كانت تلك الحوادث متنوعة، فمنها شتم المسلمين في الشارع ومحاولة إحراق المساجد. ويجب الإشارة كذلك إلي إن هولندا حصلت على نصيبها من الثناء. حيث نوه التقرير بمبادرة في روتردام تضم 42 منظمة إسلامية للدفاع عن مصالح المسلمين. كما تم التنويه بسلسلة من النقاشات التي نظمها المجلس البلدي العام الماضي شارك فيها المواطنون أيضا حول مواضيع مثل التعليم وارتفاع مآذن المساجد الجديدة. يحث المركز الأوربي لمتابعة العنصرية والكراهية ضد الأجانب، على المزيد من مثل هذه المبادرات ويدعو لتسجيل حوادث الكراهية ضد الإسلام على الصعيد المركزي في كل دولة من دول الاتحاد الأوربي.