يقول التونسي مومو بطار انه واعد الكثير من الفتيات، ولكنه بدون الانترنت ما كان ليعثر على فتاة احلامه. ويقول بطار وهو فني يبلغ من العمر 32 عاما " لفتاتي سحرها الخاص وشقت طريقها الى قلبي... سنؤسس مسكنا ونبدأ في تكوين اسرة قريبا." ولا تعد قصة بطار نادرة في المجتمع التونسي ، فقد توجه الالاف من الشباب الى الانترنت لاقامة اتصال مع فتيات في بلدة مجاورة او حتى في قارة اخرى. ويقول البعض ان هذا اقل تكلفة من الالتقاء في مقهى ويقول اخرون ان عدم معرفة كل طرف للاخر على الانترنت يسمح لهم بالتغلب على الخجل. وبالنسبة لعدنان (27 عاما) الذي يعمل نادلا في حانة فقد حصل على تذكرة سفر الى بلجيكا حيث تنتظره فتاته الجديدة التي تعرف عليها عن طريق الانترنت الى ان يجهز اوراق الهجرة. وتشير بيانات موقع غرفة المحادثة ...الى ان ربع مستخدميه البالغ عددهم 20 الفا من التونسيين. وقالت ايمان ، وهي طالبة جامعية " اقضي اربع ساعات يوميا في التحدث على الانترنت. ليس من المخجل ان يعرف المرء الاخرين من علاقة عبر الانترنت " وتقول" التكنولوجيا وجدت لنستفيد منها وهذا ما نفعله". اما ميمي (28 عاما) فتقول ان الانترنت ازالت الحدود ومهدت الفوارق الثقافية والدينية مما اعطاها خيارا اوسع للبحثها عن فتى احلامها. ويقول مهدي مبروك وهو باحث اجتماعي في جامعة العلوم الانسانية 9 أبريل بتونس" شبان تونس منفتحون للغاية على الثقافات المختلفة حتى ان العلاقات من خلال الشبكة اصبحت حقيقة من حقائق الحياة" وقال ان بعض الشبان يبحثون عن الحب على الانترنت حيث انهم لا يريدون ان يكشفوا الاجزاء الخفية من شخصياتهم. واضاف " علينا الا ننسى ان الانترنت نوع من القناع يشجع عددا كبيرا من الصغار والكبار على خوض مثل تلك التجارب العاطفية بلا خوف من النتائج". ولكن في الوقت الذي يزدهر فيه الحب على الانترنت ، يقول منتقدو الحكومة ان السلطات تقيد الاشكال الاخرى من النقاش على الانترنت بصورة لم تحدث من قبل. وفي العام الماضي قالت منظمة مراقبة حقوق الانسان "هيومان رايتس ووتش" ومقرها الولاياتالمتحدة ان تونس تقيد الدخول على اجزاء من الانترنت ، وتسجن مواطنين بسبب التعبير عن ارائهم عبر شبكة المعلومات الدولية. ورفضت الحكومة التقرير، وقال مسؤول تونسي " الدخول الى الانترنت غير مقيد في البلاد. ويستفيد نحو مليون شخص من خدمات الشبكة العالمية في البلاد ". وقام باحثون باختبار الدخول الى 1947 موقعا من انحاء العالم في سبتمبر ايلول الماضي ووجدوا ان 182 منها غير متاحة للقراء في تونس. وقال صاحب مقهى للانترنت طلب عدم الكشف عن اسمه ان قمع الدولة لعب دورا في زيادة غرف المحادثة بين الفتيات والشبان لان الاغلاق الاجباري للعديد من مواقع الاخبار والمعلومات جعل الحب احد الموضوعات القليلة التي لا زال من الممكن مناقشتها. وفي مؤشر على ان الحكومة كثفت مراقبة الانترنت سجن ستة اشخاص من بلدة جرجيسالشرقية في اواخر عام 2004 لاستخدام الانترنت في جرائم" ارهابية". واطلق سراحهم في فبراير شباط في ظل عفو عن 1600 معتقل. ومنذ عام سجنت محكمة تونسية المحامي محمد عبو ثلاث سنوات ونصف السنة لنشره مقالات مثيرة للجدل على الانترنت وفقا لما ذكره محامون ونشطاء في مجال حقوق الانسان. وقالت الحكومة ان عبو سجن بسبب تحريض السكان على مخالفة القانون واستخدام العنف مع محامية. وعندما استضافت تونس مؤتمرا دوليا حول الانترنت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي تعهدت باقامة مقهى للانترنت في كل قرية وان يكون لكل فرد عنوان بريد الكتروني بحلول عام 2009. ووفقا للارقام الرسمية فان عشر سكان تونس البالغ تعدادهم 10 ملايين نسمة مشتركون في خدمات الانترنت كما ان 30 في المئة من المواطنين لديهم عناوين الكترونية.