اعلنت شرطة منطقة تبوك بشمال السعودية انها اوقفت خمسة من رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) للاشتباه بضلوعهم في وفاة رجل في الخمسين من العمر تم توقيفه في مركز تابع للهيئة مساء الجمعة. وبحسب البيان الذي وزع الاحد احيل الرجال الخمسة السبت الى هيئة التحقيق والادعاء العام التي بدأت تحقيقا معهم ومع رجل امن آخر يعمل في مركز الهيئة لكشف ملابسات وفاة الرجل الذي كان محتجزا بتهمة الاختلاء باجنبية. وهي المرة الثالثة في الايام الاخيرة التي ينسب فيها تجاوز مفترض الى عناصر الهيئة التي تسهر على تطبيق الشريعة والالتزام بالاخلاق. ففي سياق متصل ذكرت الصحف السعودية الاحد ان امير منطقة مكةالمكرمة الامير خالد الفيصل امر بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات انتحار امراة آسيوية رمت بنفسها من الطابق الرابع لمبنى في جدة غرب السعودية في اعقاب عملية دهم قام بها رجال الهيئة الاسبوع الماضي. كما ياتي هذان التطوران بعد نحو اسبوع من اعلان شرطة الرياض توقيف اعضاء مركز الهيئة في حي العريجاء بغرب الرياض اثر وفاة مواطن سعودي تم دهم منزله للاشتباه به بتهمة الترويج للخمور. وعن الظروف الغامضة لوفاة الرجل الخمسيني في تبوك ذكرت شرطة المنطقة في بيانها الذي نشرته الصحف السعودية ان اعضاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اشتبهوا في شخص لانه كانت"امرأة اجنبية في سيارته" فاصطحبوه الى مركزهم حيث اغمي عليه وتم نقله واسعافه من قبل الهلال الأحمر لكنه توفي. واضاف البيان انه "جرى التحفظ على اعضاء الهيئة وتمت احالة الاوراق الى هيئة التحقيق والادعاء العام". وذكرت صحيفة "الوطن" ان اهل المتوفي طالبوا بتشريح جثته للكشف عما اذا كان تعرض لاي اعمال عنف كما طالبوا بتسجيل افادة شقيق المرأة التي كانت برفقته والذي اكد ان الرجل كان يتولى توصيل شقيقته بصفة مستمرة ضمن عمله كسائق سيارة اجرة خاصة. من جانبه صرح مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالانابة والناطق الاعلامي في هيئة تبوك الشيخ فلاح الشمري لصحيفة الوطن ان الوفاة "كانت بصورة طبيعية لتفاوت أجل الانسان". وكانت الانتقادات الموجهة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تزايدت بشكل متسارع خلال الايام القليلة الماضية وبشكل علني في الصحف وهو امر غير مسبوق في المملكة. وكان توجيه انتقاد واحد للهيئة نشرته صحيفة الوطن السعودية ادى الى فصل رئيس تحريرها جمال خاشقجي الا انه عاد مرة ثانية الى منصبه. وتحظى الهيئة بنفوذ كبير وينشط عناصرها البالغ عددهم اكثر من خمسة الاف عنصر والملقبون "بالمطوعين" في المدن خصوصا حيث يحضون المارة على الصلاة والنساء على التستر ويحرصون على منع تناول الكحول والمخدرات والحفاظ على الاخلاق. وفي ايار/مايو 2006 قرر وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز الحد من صلاحيات الهيئة واحالة القضايا التي تضع يدها عليها الى النيابة العامة.