إلى الأخ الفاضل الهادي بريك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: قرأت باهتمام رسالتك المفتوحة التي تكرمت بتوجيهها لي، وإنني ممتن لاهتمامك بما كتبت، ولحرصك على بيان رأيك باحترام وأدب، وداع لك دائما بالتوفيق. حفظك الله أخي الكريم وسدد خطاك. تحدثت أخي العزيز عن أطروحتي لدرجة الدكتوراه، وأعلمك أنها تباع عبر الإنترنت، وأطلب منك أن تنقل منها لا من انتقادات خصومي. فإن أتيتني بأي نص منها، وشرحت لي أوجه اعتراضك عليه، ناقشتك فيه بكل أريحية وموضوعية. أظن أنني أنصف نفسي وإياك بهذا الطلب. وأذكرك أنني رددت قبل عامين بالتفصيل على انتقادات وجهها لي كاتب عربي معروف بعداوته لي ومقرب جدا من الشيخ راشد حفظ الله ورعاه. يمكن أن نعود لتلك التفاصيل إن كنت حريصا عليها، بشرط التوثيق من الأطروحة المنشورة لا من نقول خصومها. وإن رأيت تأجيل ذلك فالأمر لك. بعد ذلك تضمنت رسالتك أسئلة كثيرة ينبغي توجيهها للحكومة التونسية وليس لي. فقد قلت مرات عديدة أنني داعية للصلح بين السلطة والإسلاميين، ولست ناطقا باسم السلطة ولا مسؤولا فيها ولا مكلفا من أحد منها بكتابة ما كتبت. تذكر يا أخي العزيز أنني أعيش خارج تونس منذ 1986، وأن آخر زيارة قمت بها إلى تونس كانت في نوفمبر 1998 لمقابلة الرئيس زين العابدين بن علي. هناك أمور أخرى من حقك أن أجيبك عليها بما في وسعي. وقبل أن أفعل ذلك، ومن أجل أن أفهم ردك بخصوص المصالحة بشكل واضح، أرجوك أخي الكريم أن تتكرم بالإجابة على الأسئلة التي نشرتها يوم أمس في مقالتي عن تصريحات الشيخ راشد حفظه الله ورعاه إليك أنت قبل يومين. مقالتي تتضمن وقائع مفصلة، وأسئلة قليلة تساعدنا جميعا على تحرير موضوعات الحوار والخلاف. أرجو منك، حفظك الله ورعاك، أن تنظر فيها وتجيب عليها بما لديك من معلومات. وأعدك أن أقرأ ما تكتب ثم أجيبك إن شاء الله بتفصيل حول ما طلبت مني الإجابة عليه. وقد سن الأخ صابر التونسي سنة حسنة في الحوار قبل أيام. نشر مقالتي، ورد عليها، فقرة فقرة، فعرفت أين أختلف معه وأين أتفق. وقد بدا لي أنك قدمت تصورا غير دقيق لما أدعو إليه فسهل عليك نقضه وتفنيده. لذلك أكرر طلبي. تأمل في مقالتي التي علّقت بها على حوارك مع الشيخ راشد. مقالة واحدة لا أكثر. وأجبني لطفا منك وكرما على ما فيها من أسئلة، بما يساعدني إن شاء الله على فهم رؤيتك بشكل أفضل، وسأرد عليك بعد ذلك في أقرب إن شاء الله. أخي الهادي: يدور الحوار بيننا حول أمور معقدة شابت فيها رؤوس كثير من الرجال. لذلك أتفهم دوافعك، وأقرأ حسن الظن بين ثنايا سطورك. ولا أدري إن كنت ستصدقني أم لا، عندما أؤكد لك أن دوافعي تشبه دوافعك: أريد الخير للتونسيين كافة، إخوتي في الدين والوطن، والديمقراطية، وتطويق الأضرار التي لحقت بالإسلام والمتدينين من جراء المواجهات التي عرفتها بلادنا خلال العقود الثلاثة الماضية بين السلطة وحركة النهضة. عندما أكتب لك، أضع في ذهني أن القيامة قد تقوم غدا، وأعلم أني سأسأل عما أكتب من قبل من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وأحاول دائما أن أجهز أجوبتي قبل أن تأتي ساعة السؤال. وفقك الله يا شيخ الهادي بريك، وبارك فيك وفي أهلك وسائر من تحب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوك: