اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الجمعة عودة العلاقات الجيدة بين بلديهما وطي صفحة الخلافات السابقة واعلنا عن سلسلة من المبادرات المشتركة ابرزها الاستعداد للقيام معا بزيارة اقليم دارفور (غرب السودان). وعقد الرئيس الفرنسي الذي تولى مهامه في السادس عشر من ايار/مايو لقاءه الاول مع رئيس الوزراء البريطاني في العاصمة الفرنسية في ثاني زيارة لبراون الى الخارج بعد ان خلف توني بلير في 27 حزيران/يونيو. وكان التوتر يشوب احيانا العلاقات بين سلفيهما جاك شيراك وتوني بلير خصوصا بسبب الحرب على العراق. وركزت المحادثات التي استغرقت ساعة ونصف ساعة في قصر الاليزيه على النزاع في دارفور ومكافحة التغيرات المناخية ومشاريع الدفاع المشترك ومكافحة الارهاب. واكد ساركوزي في مؤتمر صحافي مشترك مع براون "في مجمل الملفات التي تم التطرق اليها ثمة ارادة مشتركة للعمل سويا لتوطيد العلاقات بين المملكة المتحدةوفرنسا واتخاذ مبادرات تدفع باوروبا قدما". واعلن غوردن براون انه مع ساركوزي "مستعدان للتوجه سويا الى دارفور للتاكد من ان عملية السلام ماضية قدما" في تلك المنطقة غرب السودان التي تعاني من حرب اهلية قالت الاممالمتحدة انها اسفرت عن سقوط 200 الف قتيل ونزوح مليوني شخص منذ اندلاع النزاع بداية 2003 لكن الخرطوم ترفض تلك الارقام. واوضح ساركوزي وبراون انهما يتوقعان زيارة دارفور بعد استصدار قرار في مجلس الامن الدولي يهدف الى نشر قوة مشتركة من الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة قوامها 20 الف جندي في دارفور. وقال الرئيس الفرنسي "سنطلب من وزيري خارجيتنا نقل الرسالة نفسها وهي بسيطة: لا يمكن للوضع ان يستمر هناك حالة طارئة وناس يموتون واخرون يعانون يجب ان يتوقف ذلك". واعلن ساركوزي وبراون من جهة ثانية ان فرنسا وبريطانيا ستقترحان على شركائهما الاوروبيين خفض ضربية القيمة المضافة على "كل المنتوجات النظيفة بيئيا". وقال "سنطلب من وزيري المالية البريطاني والفرنسي التوجه الى المفوضية في اقرب وقت ممكن ليقترحا على شركائنا الاوروبيين ان تستفيد المنتوجات النظيفة بيئيا من خفض ضريبة القيمة المضافة" ضاربا مثل السيارات النظيفة. اضاف الرئيس الفرنسي "انها مبادرة فرنسية بريطانية تسمح لنا بضرب المثل بحالة معينة". وكان الدفاع ايضا مجالا لابراز حسن التعاون الفرنسي البريطاني حيث اعلن ساركوزي انه سيتم اعلان قرار قبل نهاية السنة خلال القمة الفرنسية البريطانية حول بناء حاملة طائرات ثانية قد يتم بالاشتراك مع بريطانيا. واعرب نيكولا ساركوزي عن "تضامن" فرنسا" مع بريطانيا في ازمتها الدبلوماسية مع روسيا على خلفية قضية ليتفيننكو. لكن الرجلين لم يتمكنا من اخفاء الاختلاف بشان المفاوضات حول اضفاء المزيد من الليبرالية على التجارة العالمية حيث حذر غوردن براون من "النزعة الحمائية" في حين دعا ساركوزي الى فتح الاسواق لكن على "اساس المعاملة بالمثل".